تحضير مرضى القلب للجراحة: رحلة مشتركة نحو الشفاء والعودة إلى الحياة الطبيعية

تحضير مرضى القلب للجراحة: دليل شامل

يعتبر تحضير مريض القلب للجراحة أمراً بالغ الأهمية لضمان نجاح العملية وسلامة المريض. تتضمن هذه التحضيرات مجموعة من الإجراءات الطبية التي تهدف إلى استقرار الحالة الصحية للمريض والحد من المخاطر المحتملة أثناء وبعد الجراحة.

تقييم الحالة الصحية للمريض قبل الجراحة:

سوابق احتشاء عضلة القلب: يجب الانتظار لمدة 6 أشهر على الأقل بعد حدوث احتشاء عضلة قلبية غير معقد قبل إجراء أي جراحة انتخابية. هذا الإجراء الوقائي يهدف إلى تقليل خطر حدوث احتشاء جديد أثناء الجراحة.

اضطرابات النظم القلبية:

  • الرجفان الأذيني: يعتبر الرجفان الأذيني من أكثر اضطرابات النظم شيوعًا، ويزيد بشكل كبير من خطر حدوث الجلطات الدموية. لذلك، يجب إجراء تمييع للدم باستخدام الأدوية المضادة للتخثر (المميّعات) قبل الجراحة وبعدها للوقاية من حدوث السكتة الدماغية.
  • اضطرابات نظم قلبية أخرى: يجب تقييم جميع اضطرابات النظم القلبية الأخرى وعلاجها بشكل مناسب قبل الجراحة.
  • قصور القلب: يعالج قصور القلب عادة بالأدوية مثل الديجيتال والمدررات والمثبطات. يجب ضبط جرعات هذه الأدوية قبل الجراحة لتحقيق أفضل استجابة علاجية.
  • الألــم: يجب السيطرة على الألم بشكل فعال قبل الجراحة وبعدها، حيث أن الألم الشديد قد يزيد من إفراز هرمونات التوتر التي قد تؤثر سلبًا على وظيفة القلب وتزيد من خطر حدوث مضاعفات.

الإجراءات التحضيرية قبل الجراحة:

  • التحقيقات المخبرية: تشمل فحوصات الدم الشاملة، ووظائف الكلى والكبد، وفحوصات التخثر، وتخطيط القلب الكهربائي، وصور الأشعة السينية على الصدر.
  • التقييم الوظيفي للقلب: قد يحتاج المريض إلى إجراء اختبارات إضافية مثل قسطرة القلب أو اختبارات الإجهاد لتقييم وظيفة القلب بدقة.
  • التعليم الصحي للمريض: يجب توفير معلومات شاملة للمريض ولعائلته حول الجراحة والإجراءات التي ستتم، والمخاطر المحتملة، وأهمية الالتزام بالتعليمات الطبية بعد الجراحة.

الرعاية أثناء وبعد الجراحة:

  • المراقبة المستمرة: يجب مراقبة المريض عن كثب أثناء وبعد الجراحة لضمان استقرار حالته الصحية، وخاصة مراقبة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب وإشباع الدم بالأكسجين.
  • التسكين: يجب تقديم مسكنات كافية للمريض للسيطرة على الألم، مع مراعاة الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية.
  • الوقاية من المضاعفات: تشمل الوقاية من الجلطات الدموية، والالتهاب الرئوي، والنزيف.
  • التغذية: يجب توفير تغذية مناسبة للمريض بعد الجراحة لتعزيز عملية الشفاء.
  • التأهيل: بعد الخروج من المستشفى، يجب على المريض اتباع برنامج تأهيل بدني لتعزيز لياقته البدنية وتحسين قدرته على أداء الأنشطة اليومية.

الخلاصة:

تعتبر جراحة القلب إجراءً حسّاساً يتطلب تخطيطاً دقيقاً وإعداداً شاملاً. من خلال اتباع الإجراءات الاحترازية المذكورة أعلاه، يمكن تقليل المخاطر المرتبطة بالجراحة وتحسين فرص النجاح.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال