ما هي قلة النطاف؟
قلة النطاف، أو ما يُعرف طبيًا باسم "أوليغوسبيرميا" (Oligospermia أو Oligozoospermia)، هي حالة طبية تُشخّص عند الرجال عندما يكون تركيز الحيوانات المنوية في السائل المنوي أقل من المعدل الطبيعي. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يُعتبر تركيز الحيوانات المنوية طبيعيًا إذا كان 15 مليون حيوان منوي أو أكثر لكل ملليلتر من السائل المنوي. وبالتالي، يُشخّص الرجل بقلة النطاف إذا كان تركيز الحيوانات المنوية لديه أقل من هذا الحد.
مستويات قلة النطاف:
تتفاوت درجة قلة النطاف حسب تركيز الحيوانات المنوية في السائل المنوي:
- قلة النطاف الخفيفة: يتراوح تركيز الحيوانات المنوية بين 10 و 15 مليون حيوان منوي لكل ملليلتر.
- قلة النطاف المتوسطة: يتراوح تركيز الحيوانات المنوية بين 5 و 10 مليون حيوان منوي لكل ملليلتر.
- قلة النطاف الشديدة: يكون تركيز الحيوانات المنوية أقل من 5 ملايين حيوان منوي لكل ملليلتر.
أسباب قلة النطاف:
تتعدّد الأسباب التي تُؤدّي إلى قلة النطاف، ويمكن تصنيفها إلى:
1. مشاكل في إنتاج الحيوانات المنوية:
- دوالي الخصية: هي تضخم في الأوردة داخل كيس الصفن، وقد تُؤثّر على إنتاج الحيوانات المنوية.
- التهابات الخصية أو البربخ: قد تُؤدّي الالتهابات إلى تلف الأنسجة المُنتجة للحيوانات المنوية.
- التعرّض للمواد الكيميائية أو الإشعاع: بعض المواد الكيميائية والأدوية والعلاج الإشعاعي قد تُؤثّر على إنتاج الحيوانات المنوية.
- مشاكل هرمونية: اضطرابات في الغدة النخامية أو الغدد الأخرى التي تُنتج الهرمونات المسؤولة عن إنتاج الحيوانات المنوية.
- عيوب خلقية: بعض العيوب الخلقية في الجهاز التناسلي قد تُؤثّر على إنتاج الحيوانات المنوية.
- بعض الأمراض الوراثية: مثل متلازمة كلاينفلتر.
2. مشاكل في نقل الحيوانات المنوية:
- انسداد الأنابيب المنوية: قد يحدث انسداد في الأنابيب التي تنقل الحيوانات المنوية من الخصيتين إلى القضيب نتيجة التهابات أو جراحات سابقة.
- مشاكل القذف: مثل القذف الرجعي (دخول السائل المنوي إلى المثانة بدلًا من خروجه من القضيب).
3. عوامل أخرى:
- التدخين وشرب الكحول والمخدرات: تُؤثّر هذه العوامل سلبًا على إنتاج الحيوانات المنوية.
- السمنة: قد تُؤثّر السمنة على مستويات الهرمونات وإنتاج الحيوانات المنوية.
- التعرّض للحرارة الشديدة: قد يُؤثّر التعرّض للحرارة الشديدة على الخصيتين وإنتاج الحيوانات المنوية.
- بعض الأدوية: بعض الأدوية قد تُؤثّر على إنتاج الحيوانات المنوية كأثر جانبي.
أعراض قلة النطاف:
العرض الرئيسي لقلة النطاف هو صعوبة الإنجاب. في بعض الحالات، قد تُصاحب قلة النطاف أعراض أخرى، مثل:
- مشاكل في الانتصاب أو الرغبة الجنسية.
- ألم أو تورم في الخصيتين.
- نمو غير طبيعي للشعر في الجسم.
تشخيص قلة النطاف:
يتم تشخيص قلة النطاف عن طريق:
- تحليل السائل المنوي: هو الفحص الرئيسي لتشخيص قلة النطاف، حيث يتم فحص عينة من السائل المنوي تحت المجهر لتحديد تركيز الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها. يُنصح بإجراء فحصين أو ثلاثة على فترات متباعدة لتأكيد التشخيص.
- الفحص البدني: يقوم الطبيب بفحص الأعضاء التناسلية للبحث عن أي علامات غير طبيعية.
- التاريخ الطبي: يسأل الطبيب عن التاريخ الطبي للمريض والأمراض التي يُعاني منها والأدوية التي يتناولها.
- الفحوصات الهرمونية: يتم إجراء فحوصات لقياس مستويات الهرمونات المسؤولة عن إنتاج الحيوانات المنوية، مثل هرمون FSH وهرمون LH وهرمون التستوستيرون.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية: يُستخدم لفحص الخصيتين والأنابيب المنوية للكشف عن أي انسدادات أو مشاكل أخرى.
- الفحوصات الجينية: في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات جينية للكشف عن أي مشاكل وراثية.
علاج قلة النطاف:
يعتمد علاج قلة النطاف على تحديد السبب الرئيسي للحالة. تشمل خيارات العلاج:
- تغيير نمط الحياة: الإقلاع عن التدخين وشرب الكحول والمخدرات، الحفاظ على وزن صحي، تجنّب التعرّض للحرارة الشديدة.
- العلاج الدوائي: يُستخدم لعلاج بعض الحالات، مثل مشاكل الهرمونات أو الالتهابات.
- الجراحة: تُستخدم لعلاج بعض الحالات، مثل دوالي الخصية أو انسداد الأنابيب المنوية.
- تقنيات المساعدة على الإنجاب: مثل التلقيح الاصطناعي (IUI) أو التلقيح المجهري (ICSI)، حيث يتم حقن حيوان منوي واحد مباشرة في البويضة لتخصيبها.
الخلاصة:
قلة النطاف هي حالة طبية تُؤثّر على خصوبة الرجال، ولكن هناك العديد من الخيارات العلاجية المُتاحة التي يُمكن أن تُساعد الأزواج على تحقيق حلم الأبوة. من المهم استشارة طبيب متخصص في المسالك البولية وأمراض الذكورة لتحديد السبب الرئيسي لقلة النطاف واختيار العلاج الأنسب.
التسميات
ذكورة