سيفترياكسون (روسيفين): مضاد حيوي السيفالوسبورين من الجيل الثالث - آلية التأثير، التغطية الميكروبية، دواعي الاستعمال، والآثار الجانبية المحتملة

ما هو روسيفين؟

يُعد سيفترياكسون (Ceftriaxone)، الذي يُباع تحت الاسم التجاري Rocephin، أحد المضادات الحيوية الهامة والواسعة الاستخدام المنتمية إلى الجيل الثالث من السيفالوسبورينات. اكتسب هذا الدواء مكانة مرموقة في علاج مجموعة متنوعة من الالتهابات البكتيرية نظرًا لطيف نشاطه الواسع وخصائصه الدوائية المميزة. تهدف هذه المناقشة إلى تقديم تحليل معمق لسيفترياكسون، بدءًا بآلية عمله وصولًا إلى تطبيقاته السريرية واعتبارات السلامة المرتبطة باستخدامه.

آلية العمل (Mechanism of Action):

• ينتمي سيفترياكسون إلى الجيل الثالث من السيفالوسبورينات. تعمل هذه الفئة من المضادات الحيوية عن طريق تثبيط تخليق جدار الخلية البكتيرية.
• تحديدًا، يرتبط سيفترياكسون بإنزيمات معينة تسمى بروتينات ربط البنسلين (Penicillin-Binding Proteins - PBPs) الموجودة داخل جدار الخلية البكتيرية.
• تعتبر هذه البروتينات ضرورية لتكوين الببتيدوغليكان، وهو مكون أساسي لجدار الخلية البكتيرية الذي يوفر القوة والهيكل.
• من خلال الارتباط بهذه البروتينات، يعيق سيفترياكسون عملية بناء جدار الخلية، مما يؤدي إلى ضعف الجدار الخلوي للبكتيريا وبالتالي موتها.

طيف النشاط (Spectrum of Activity):

• يتميز سيفترياكسون بطيف واسع من النشاط ضد العديد من أنواع البكتيريا الموجبة الغرام (Gram-positive) والسالبة الغرام (Gram-negative).
• البكتيريا الموجبة الغرام التي يغطيها سيفترياكسون تشمل: بعض أنواع المكورات العنقودية (Staphylococcus) والمكورات العقدية (Streptococcus)، بما في ذلك Streptococcus pneumoniae. ومع ذلك، قد لا يكون فعالًا ضد بعض السلالات المقاومة للميثيسيلين (MRSA).
• البكتيريا السالبة الغرام التي يغطيها سيفترياكسون تشمل: العديد من أنواع Haemophilus influenzae، و Neisseria gonorrhoeae، و Neisseria meningitidis، والعديد من أنواع البكتيريا المعوية مثل Escherichia coli، و Klebsiella pneumoniae، و Proteus mirabilis. كما أنه فعال ضد بعض أنواع Pseudomonas aeruginosa.

الحركية الدوائية (Pharmacokinetics):

• الامتصاص: يُعطى سيفترياكسون عن طريق الحقن الوريدي أو العضلي، وبالتالي يتم امتصاصه بشكل كامل ومباشر إلى الدورة الدموية.
• التوزيع: يتوزع سيفترياكسون بشكل جيد في أنسجة وسوائل الجسم المختلفة، بما في ذلك السائل النخاعي، مما يجعله فعالًا في علاج التهاب السحايا.
• التمثيل الغذائي: يتم استقلاب جزء صغير فقط من سيفترياكسون في الجسم.
• الإخراج: يُفرز سيفترياكسون بشكل رئيسي عن طريق الكلى في البول، وجزء آخر يُفرز في الصفراء.
• عمر النصف: يتمتع سيفترياكسون بعمر نصف طويل نسبيًا (حوالي 6-8 ساعات)، مما يسمح بإعطائه مرة واحدة يوميًا في العديد من الحالات.

دواعي الاستعمال (Indications):

يستخدم سيفترياكسون لعلاج مجموعة واسعة من الالتهابات البكتيرية الخطيرة، بما في ذلك:

• التهابات الجهاز التنفسي السفلي (مثل الالتهاب الرئوي).
• التهابات الجلد والأنسجة الرخوة.
• التهابات المسالك البولية المعقدة.
• التهابات داخل البطن.
• التهابات العظام والمفاصل.
• تجرثم الدم (إنتان الدم).
• التهاب السحايا.
• داء السيلان.
• مرض لايم (في مراحله المتأخرة).
• الوقاية من العدوى الجراحية في بعض الإجراءات.

موانع الاستعمال (Contraindications):

يُمنع استخدام سيفترياكسون في بعض الحالات، مثل:

• فرط الحساسية المعروف للسيفالوسبورينات أو البنسلين (يجب استخدامه بحذر في حالة الحساسية للبنسلين).
• في الأطفال حديثي الولادة الذين يعانون من فرط بيليروبين الدم (خطر الإصابة بالاعتلال الدماغي الصفراوي).
• الاستخدام المتزامن مع محاليل الكالسيوم الوريدية في حديثي الولادة (أقل من 28 يومًا من العمر) بسبب خطر تكون رواسب أملاح الكالسيوم والسيفترياكسون.

الآثار الجانبية (Side Effects):

بالإضافة إلى الآثار الجانبية الشائعة التي ذكرتها سابقًا، قد تشمل آثار جانبية أخرى أقل شيوعًا:

• التهاب الوريد في موقع الحقن الوريدي.
• زيادة مؤقتة في إنزيمات الكبد.
• قلة الكريات البيض أو قلة الصفيحات.
• التهاب القولون الغشائي الكاذب (Pseudomembranous colitis) الناتج عن فرط نمو Clostridium difficile.

التفاعلات الدوائية (Drug Interactions):

يجب على المرضى إبلاغ الطبيب عن جميع الأدوية التي يتناولونها لتجنب التفاعلات الدوائية المحتملة. على سبيل المثال، يجب توخي الحذر عند استخدام سيفترياكسون مع بعض مدرات البول.