تعاطي الكحول وخطر انخفاض مستوى السكر في الدم.. توقيف عمل الكبد في تحويل السكريات المختزنة إلى جلوكوز



عند تعاطي الكحول فإنه ينتقل من المعدة إلى الدم خلال 5 دقائق فقط. ويصل أقصى تركيز له في الدم خلال 30-90 دقيقة من تعاطي الكحول.
وتقوم الكبد بالدور الأكبر للتخلص من الكحول ولكن ذلك يحتاج إلى وقت طويل. وعلى سبيل المثال إذا كان وزن الشخص في حدود 68 كغم فإن الكبد تحتاج إلى حوالي ساعتين لتكسيره والتخلص منه.
وإذا تم شرب الكحول بكمية أسرع من قدرة الكبد للتخلص منه، فإن الزيادة في الكحول تنتقل من الدم إلى أجزاء أخرى من الجسم وخاصة خلايا المخ.
وفي الحالات العادية تقوم الكبد بدور هام للمحافظة على مستوى السكر في الدم حيث تقوم بتحويل السكريات المختزنة في الكبد إلى سكر الجلوكوز لتعويض الدم في حال انخفاض مستوى السكر عن المعدل الطبيعي، وبالتالي يتجنب الشخص المضاعفات التي قد تحدث نتيجة انخفاض مستوى السكر في الدم.
وعند تعاطي الكحول وانتشاره في الدم فإن الجسم يعامل تلك المادة على أنها مادة سامة.
وتعمل الكبد جاهدة على التخلص من تلك المادة بسرعة من الدم.
وفي الحقيقة فإن الكبد لا تغذي الدورة الدموية بسكر الجلوكوز من مخزون السكريات في الكبد حتى تخلص الجسم من الكحول الذي يمنع الكبد من إنتاج الجلوكوز.
وإذا كان مستوى السكر في الدم منخفض أصلاً فإن ذلك قد يعرض الشخص إلى انخفاض حاد في سكر الدم عند تعاطي الكحول.
وإذا كان الإنسان مصاب بمرض السكر ويتناول الأدوية الخافضة للسكر أو حقن الانسولين فإنه يعرض نفسه لخطر أكبر نتيجة الهبوط الحاد في سكر الدم عند تعاطي الكحول مع أدوية السكر.
وعند تعاطي الكحول وممارسة التمارين الرياضية في وقت واحد فإن ذلك يزيد بشكل خطير من حدوث الهبوط الحاد في سكر الدم. ويحدث ذلك بسبب أن مزاولة الرياضة تؤدي أصلاً إلى خفض مستوى السكر في الدم.
وبعد ساعات من إنهاء التمارين الرياضية فإن الجسم يعمل على تعويض الطاقة التي فقدت من العضلات عن طريق تغذية مخزون العضلات من سكر الجلوكوز في الدم.
ولهذا السبب تؤدي الرياضة إلى خفض مستوى السكر في الدم.
وإذا كان المريض يتناول الانسولين أو الأقراص الخافضة للسكر وفي نفس الوقت يتعاطى أيضا الكحول أثناء مزاولة الرياضة فإن الكحول يوقف عمل الكبد في تحويل السكريات المختزنة إلى جلوكوز وبالتالي امكانية تعرض المريض للهبوط الحاد في سكر الدم تكون كبيرة جداً.
ويجب ملاحظة أن حقن الجلوكاجون لا تساعد في معالجة المرضى الذين يتعرضون للهبوط الحاد في سكر الدم بسبب تعاطي الكحول ولكنها تستخدم فقط في معالجة الهبوط الحاد في سكر الدم بسبب زيادة جرعة الانسولين.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن آلية عمل الجلوكاجون تعتمد على تحفيز الكبد لإطلاق الجلوكوز من مخزون السكريات بها إلى الدم، ولكن الكحول يمنع الكبد من عمل ذلك.
ويمكن علاج الهبوط الحاد في سكر الدم بسبب الكحول عن طريق إعطاء السكريات، مثل حبوب الجلوكوز التي تعطى عن طريق الفم.