انقطاع الطمث من علامات الحمل.. التفريق بين الاحتباس المرضي وبين الاحتباس الحملي لدم الحيض. استحالة حدوث طمث منتظم عند الحامل

من غير وجود مرض عضوي مسبب لانقطاع الطمث menstruation، استطاع ابن سينا التفريق بين الاحتباس المرضي وبين الاحتباس الحملي.

كما نجده يؤكد على التفريق بينهما في قوله: (إذا احتبس الطمث menstruation بلا حمى وبلا قشعريرة ولا تكسير فهي حبلى, لان الطمث menstruation المحتبس لمرض يتبعه مثل هذا).

إلا أن اعتماده على الأعراض العامة غير كافي فالعديد من الأمراض الرحمية بالخاصة قد تسبب انقطاع الطمث menstruation بدون أعراض التعب والإعياء التي ذكرها لأنها غير ناجمة إلا عن تبدلات هرمونية موضعية على بطانة الرحم.

ولكن الرازي لم يعي سبب انقطاع أو احتباس الطمث menstruation فنجده يعلق على مقولة لجالينوس (إذا كانت الحامل يجري طمثها في أوقاته فلا يمكن أن يكون طفلها صحيحاً) ص81 بقوله (أي متى جاء غزيراً على العادة لا مرة ولا مرتين أو لشيء يسير، فإن مجيء دم قليل مرة أو مرتين قد يعرض للحامل ولا يكون بطفلها علة لكثرة دم المرأة فيفضل على هذا الجنين, فأما مجيئه في جميع أوقاته أو أكثرها فلا يمكن إن يكون معه الطفل صحيحاً) وهنا نجد أمرين:

1- أن الرازي لم يحدد سبب انقطاع الطمث menstruation ولم يتعرف على النزف لحملي في اشهر الحمل الأولى بل عد حدوث النزف من باب عودة الطمث menstruation للحامل وعلله بكثرة دم الأم، و نعرف الآن إن أسبابه تتعلق بارتكاز المشيمة على جدار الرحم بالخاصة دون أن تتأثر بوفرة دم الأم أو عدمه. 

2- أن الرازي ومن قبله الأطباء اليونان ومنهم جالينوس لم يعلموا باستحالة حدوث طمث منتظم عند الحامل ولذلك اعتقد إنهم شخصوا عدداً من حالات انقطاع الطمث menstruation الغير حملي بحدوث الحمل وفسروا عودة الطمث menstruation أو النزف لاحقاً بعلة صحة الجنين.

وربما اختلطت عليهم التشابه مع حالات أخرى – نسميها النزوف الحملية الوسطى وفي أخر الحمل وما قبل الولادة – والتي تتظاهر بالنزف الرحمي الغزير والمتردد والتي تسبب في أحيان كثيرة موت الجنين أو تردي صحة المولود.

جميع الحقوق محفوظة لــ ديابتنكرياس - عالجني 2015 ©