أعراض الأمراض النفسية.. تعبير عن الاضطرابات وعلامة من علامات المرض النفسي



أعراض الأمراض النفسية:

هي تعبير عن الاضطرابات، وعلامة من علامات المرض النفسي.
وكل الأمراض النفسية تلاحظ وتصنف على أساس الأعراض.
ولا يخلو إنسان من الأعراض.

وفي نفس الوقت يندر أن تجتمع كل الأعراض المميزة للمرض النفسي في مريض واحد.
والفرق بين الشخصية السوية والشخصية المريضة من حيث الأعراض فرق في الدرجة وليس فرقا في النوع.

والواقع أن كل فرد، لديه استعداد للمرض. 
وتختلف الأعراض التي تظهر على مرضى الأمراض النفسية اختلافا بينا.

الأعراض الشديدة الواضحة والأعراض المقنعة المخفية:

فقد تكون الأعراض شديدة واضحة حتى يدركها العامة لأول وهلة، وقد تختفي لدرجة أن يصعب تمييزها إلا لذوي الخبرة المتمرسين على اكتشافها، وإدراكها، مما يضطرنا أحيانا إلى إعطاء بعض العقاقير المثيرة كي تساعد على ظهورها وتمييزها.

والأعراض المقنعة (المخفية) لا تقل أهمية عن الأعراض الظاهرة، بل قد تزيد، إذ أن إدراكها يكون في المراحل الأولى للمرض، تلك المراحل التي يمكن فيها أن يعالج المريض علاجا ناجحا إذا نحن بذلنا الجهد الكافي للوصول إلى "التشخيص المبكر".

هذا وقد تكون الأعراض بالغة الشدة بحيث تضطرب معها علاقة الفرد بمجتمعه، الأمر الذي يجعل المريض عبئا ثقيلا على عائلته.

الأعراض الخفيفة:

كما قد تكون خفيفة حتى أن المريض يستطيع أن يمارس عمله، ويحافظ على مستوى إنتاجه وعلاقاته الاجتماعية، الأمر الذي قد يجعل ذهابه إلى الطبيب النفسي مدعاة لدهشة مخالطيه.

غير أن هذه الأعراض الخفيفة قد تسبب لصاحبها من الألم والمعاناة ما لا يطيق، رغم مظهره السوي.
هذا فضلا عن أنها قد تتطور إذا ما أهملت  إلى أعراض أشد خطرا وأصعب علاجا.

الفحص العضوي الشامل للمريض النفسي:

لكل ذلك فإننا نتبع أسلوبا مفصلا في فحص المريض حتى لا يفوتنا أي واحد من هذه الأعراض صغيرا كان أم كبيرا، فنبدأ بفحص المظهر العام، وننتهي إلى الفحص العضوي الشامل، وبذلك يمكننا الاهتداء إلى كافة الأعراض ما ظهر منها وما بطن.

على أن فحصنا للمظهر والسلوك الخارجي يجعلنا نستنتج منه في النهاية التركيب الداخلي لأجزاء النفس ووظائفها، وهذه الطريقة نافعة وضرورية للمبتدئ، ومن خلالها يجد الفاحص نفسه قادرا على النظر إلى التركيب العام لوجود المريض في مجتمعه في هذه الحياة.

الفحص المركزي وتفاعل المريض الكلي للحياة:

وقد يهتم الفحص بتفاعل المريض الكلي للحياة أولا، وهذه الطريقة هي ما تسمى "بالفحص المركزي"، فنعرف بها ومن خلالها طبيعة وجود المريض وهدفه في الحياة "بصفة عامة"، ثم نتتبع مظاهر هذا الوجود من المركز إلى الطرف في بحث متدرج لاستكمال التفاصيل الظاهرية التي يمكن أن نستتبعها تبعا لطبيعة هذا الوجود الشامل، وهذه التفاصيل ما هي إلا الأعراض.

على أن الهدف من فحص المريض هو التعرف على شخصية المريض قبل المرض، ونوعيه تفاعلاته وذلك لبدء العلاج.