ثورة في علاج السكري: الكيتوسان يحمل الأمل في إطلاق عصر جديد من الإنسولين الفموي

ثورة في علاج السكري: هل يقترب حلم الإنسولين الفموي؟

لطالما كانت فكرة تناول الأدوية عن طريق الفم أكثر جاذبية للمرضى مقارنة بالحقن. وبالنسبة لمرضى السكري، كان حلم الحصول على الإنسولين في شكل أقراص أو محلول شراب بديلاً سهلاً ومريحاً لحقن الأنسولين اليومية.

التحدي: معركة الإنسولين مع الإنزيمات الهاضمة

على الرغم من رغبة المرضى، فإن إعطاء الإنسولين عن طريق الفم لم يكن بالأمر السهل. فالإنسولين، كونه بروتيناً، يتعرض للهضم بواسطة الإنزيمات الموجودة في المعدة والأمعاء، مما يؤدي إلى فقدان فعاليته قبل أن يصل إلى الدم. ولذلك، فشلت العديد من المحاولات السابقة لتطوير أقراص إنسولين فعالة.

أمل جديد: الكيتوسان يحمي الإنسولين

في عام 2007، أضاءت دراسة صينية أملًا جديدًا في هذا المجال. فقد تمكن فريق من العلماء الصينيين من تطوير طريقة مبتكرة لتوصيل الإنسولين إلى الدم عن طريق الفم.

كيف تعمل هذه الطريقة؟

  • الحماية بالكيتوسان: تم تغليف جزيئات الإنسولين بمادة طبيعية تسمى الكيتوسان، وهي مادة مستخلصة من قشور القشريات مثل الروبيان وسرطان البحر. تعمل هذه المادة كدرع يحمي الإنسولين من هجوم الإنزيمات الهاضمة، مما يسمح له بالوصول إلى الأمعاء سالمًا.
  • امتصاص فعال: بعد تناول المحلول المحتوي على جزيئات الإنسولين المغلفة بالكيتوسان، يتم امتصاص الإنسولين من الأمعاء وينتقل إلى الدم بنجاح.
  • تحكم في مستوى السكر: أظهرت التجارب على الفئران المصابة بالسكري أن هذه الطريقة أدت إلى انخفاض ملحوظ في مستوى السكر في الدم، مما يشير إلى فعالية الإنسولين الفموي في تنظيم مستوى السكر.

مستقبل واعد: الخطوات القادمة

على الرغم من النتائج الواعدة التي تم الحصول عليها في التجارب على الحيوانات، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث للتأكد من سلامة وفعالية هذه الطريقة في الإنسان. يجري حاليًا إجراء العديد من الدراسات السريرية لتقييم سلامة وفعالية الإنسولين الفموي في البشر.

آفاق المستقبل:

إذا أثبتت الدراسات السريرية نجاح هذه الطريقة، فإنها ستمثل ثورة في علاج مرض السكري، حيث ستوفر للمرضى بديلاً أكثر راحة وسهولة لحقن الأنسولين اليومية. كما ستساهم في تحسين جودة حياة ملايين المرضى حول العالم.

ملاحظات هامة:

  • لا يزال البحث مستمرًا: على الرغم من التقدم الكبير الذي تم تحقيقه، إلا أن تطوير الإنسولين الفموي لا يزال في مرحلة البحث والتطوير.
  • لا بديل عن استشارة الطبيب: يجب على مرضى السكري استشارة أطبائهم قبل تجربة أي علاج جديد، بما في ذلك الإنسولين الفموي.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال