الاكتئاب الذهولي.. الهمود في التفكير والحركة والكلام درجة تصل بالمريض إلى حد البكم. اضطراب الوعي. أفكار انتحارية



الاكتئاب الذهولي Depressive Stupor

هذا هو أقصى طور الاكتئاب، وإذا وصل إليه المريض، فإنه قد يصعب تشخيص الاكتئاب ذاته إلا بالتاريخ الطولي، وسابق أحواله، ثم بتتبعه أثناء شفائه وحكايته عن هذه الخبرة الآسية.
وقد نقص تواتر هذا النوع بعد التدخل السريع والمباشر لعلاج حالات الاكتئاب قبل أن تصل إلى هذه الدرجة.

علامات وأعراض الاكتئاب الذهولي:

ويتميز هذا النوع من الاكتئاب بما يلي:
  • يبلغ الهمود في التفكير والحركة والكلام درجة تصل بالمريض إلى حد البكم، حتى لا يستطيع أن يتكلم أبدا، ولا يقوم بأي نشاط، ولا يتعاون مع أحد، بل إنه قد لا يتبول ولا يتبرز، أو حتى يبصق، أو يبلع لعابه، فيملأ اللعاب فمه، كما تصاب العضلات بالارتخاء.

  • يبدو المريض للناظر وكأنه لا يحس بأي عاطفة أو شعور، في حين أنه يكون في أشد حالات القنوط والكدر، وقد يحكي بعد شفائه عن مشاعره تلك، وكيف كان حزينا حزنا أسودا، لا يستطيع حتى التعبير عنه. وقد يحكي المريض أحيانا كيف اعتقد وهو في تلك الحالة أنه مات (ضلال انعدامي).

  • يضطرب الوعي بشكل واضح. فلا يتعرف المريض على البيئة إطلاقا، وقد يبدو وكأنه في غيبوبة.
  • تتأثر حالة المريض البدنية، فنراه ضعيفا هزيلا، قد تغطى لسانه بطبقة قذرة، وازرقت أطرافه، وأصبح لون جلده ترابيا، لا تبدو فيه حياة.

  • قد تطرأ عليه أفكار انتحارية، إلا أنه يعجز عن تنفيذها، ذلك لأن بطأه الحركي يحول دون ذلك، لذلك يخشى عليه من تنفيذها أثناء تقدمه نحو الشفاء، لأنه قد يتحسن حركيا قبل أن يتحسن انفعاليا، مما يسمح بتنفيذ افكاره التحطيمية بشكل يقضي على حياته فعلا.