الوراثة والإصابة بالأمراض النفسية والعقلية.. التكوينات الجسمية مثل الطول والوزن ولون البشرة ولون الشعر ولون العينين والتكوينات العصبية ومعدل نشاط الغدد



الوراثة معناها الانتقال الحيوي (البيولوجي) من خلال المورثات (الجينات) من الوالدين إلى الأولاد في لحظة الحمل.

وأهم ما يتأثر بالوراثة التكوينات الجسمية مثل الطول والوزن ولون البشرة ولون الشعر ولون العينين والتكوينات العصبية ومعدل نشاط الغدد..إلخ.

إن معظم الناس يعلمون أن الأمراض العقلية غير معدية"، ولكن الاهتمام الأكبر هو في قضية أن ينتقل المرض للأولاد بالوراثة.

وهذا الموضوع هو من الأمور الهامة في البحث الطبي خلال السنوات الماضية ن حيث وجد أن التأثير الوراثي أمر ثابت في بعض الأمراض النفسية كالفصام، والهوس الاكتئابي، وإن كانت طريقة تأثير الوراثة ما زالت غير واضحة تماما.

ويبدو أن دور الوراثة أنها تهيؤ الشخص للإصابة بالمرض النفسي، ولكن هذه الإصابة لا تحدث إلا بتدخل عوامل أخرى مباشرة تؤثر في هذا الإنسان المعرض وراثيا للإصابة.

وكلما كانت الصلة العائلية أقرب للمصاب كلما زاد احتمال الإصابة، فإمكانية إصابة أولاد المصاب أكبر من إمكانية إصابة أبناء عمه.

ولكن يبقى احتمال إصابة الأولاد دون الإصابة الأكيدة بكثير، أي ليس بالضرورة أن يصاب الأولاد، وهذا دليل على أن الإصابة ليس مردها الوراثة فقط، وإنما هناك أيضا مشاركة الابن لوالده (أو والدته) في البيئة والمعيشة.

وقد جاء أن التوأمان المتماثلين والذين يشتركان في نفس نوعية العوامل الوراثية، حتى لو أنهما عزلا عن بعضهما وعن أسرتهما، وربيا في أسرتين مختلفتين منذ الأسابيع الأولى من حياتهما يبقى احتمال إصابة أحدهما احتمالا كبيرا إذا كان التوأم الآخر مصابا بمرض نفسي.

وهذا من أقوى الدلائل على التأثير الوراثي.
وسيبقى تأثير الوراثة في الأمراض النفسية الخفيفة وفي اضطرابات الشخصية تأثيرا أقل وضوحا من غيره، وإن كان لها بعض التأثير في بعض صفات شخصية الإنسان.

فاحتمال إصابة أقرباء المصاب بالقلق مثلا احتمالا كبيرا بسبب المعايشة المشتركة أكثر من كونه تأثير العوامل الوراثية.

ويذكر الطبيب عادة كمثال على الأمراض التي تؤثر بها الوراثة بشدة مرض "رقص هنتغتن" Huntington,s chorea وهو مرض عصبي نفسي، حيث يصاب المريض باضطرابات عصبية وعضلية تظهر في حركات الجسم، وكأن المريض يرقص، بالإضافة إلى الاضطرابات النفسية المتعددة.

وهذا المرض يصيب فقط من انتقل إليه الداء بالوراثة، حيث يكون احتمال ظهور الإصابة بعد انتقال الجينات أو العوامل الوراثية من أحد الوالدين احتمالا كبيرا يصل إلى الخمسين في المئة.