تقنية تأجير الأرحام (استئجار الرحم) والتهجين البيولوجي: مفهومها وتحدياتها
تُشير العملية الموصوفة إلى أحد أشكال تقنيات الإنجاب المساعدة (Assisted Reproductive Technologies - ART)، والتي تتضمن استخدام رحم بديل، أو ما يُعرف بـ "تأجير الأرحام" (Surrogacy). الفكرة الأساسية لهذه التقنية هي مساعدة الأزواج الذين يواجهون صعوبات في الحمل أو استكمال فترة الحمل لأسباب صحية.
آلية تأجير الأرحام: خطوات مفصلة
تتم عملية تأجير الأرحام، أو استئجار الرحم، وفق خطوات علمية دقيقة تهدف إلى تحقيق الحمل لدى الزوجين البيولوجيين عبر رحم بديل:
1. الحصول على الأمشاج:
- تبدأ العملية بأخذ بويضة من الزوجة (الأم البيولوجية) وحيوان منوي من الزوج (الأب البيولوجي). يتم ذلك عادةً من خلال إجراءات طبية متخصصة مثل سحب البويضات من الزوجة بعد تحفيز المبيضين.
2. التلقيح الخارجي (الإخصاب المخبري - In Vitro Fertilization - IVF):
- تُجمع البويضة والحيوان المنوي في بيئة مخبرية، حيث يتم تلقيح البويضة خارجياً (أي في طبق مخبري) تحت ظروف معقمة ومحكمة. تُراقب عملية الإخصاب وتطور الجنين في مراحله الأولى داخل المختبر، حتى يتكون ما يُعرف بـ "اللقيحة" (Zygote) أو "الجنين" (Embryo) في مراحله المبكرة.
3. نقل الجنين إلى رحم بديل:
بعد نجاح عملية التلقيح الخارجي وتطور الجنين، تُنقل هذه اللقيحة أو الجنين إلى رحم أنثى حيوان يصلح لاحتضان البويضة الملقحة. تُعرف هذه الأنثى بـ "الأم البديلة" أو "الحاضنة" (Surrogate Mother).
- اختيار الأم البديلة: تُختار الأم البديلة بعناية فائقة، ويُفضل أن تكون ذات صحة جيدة، وتاريخ إنجابي سليم، وتُجري لها فحوصات نفسية وجسدية للتأكد من قدرتها على تحمل الحمل.
- التهيئة الهرمونية: يتم تهيئة رحم الأم البديلة هرمونيًا لاستقبال الجنين، لضمان بيئة مناسبة لانغراسه ونموه.
- دور الحيوان في الاحتضان: استخدام أنثى حيوان لاحتضان الجنين لفترة زمنية محددة هو جانب مثير للجدل ويُشار إليه غالبًا في سياق التجارب العلمية والبحثية، وليس في الممارسة السريرية البشرية المعتادة. في الممارسات البشرية لتأجير الأرحام، يتم نقل الجنين مباشرة إلى رحم امرأة أخرى (الأم البديلة البشرية). فكرة "الحيوان البديل" قد تكون جزءًا من بحث مستقبلي أو تصورات نظرية تتعلق بإمكانية "تطوير الجنين" خارج الرحم البشري أو في حاضنات بيولوجية.
4. إعادة الجنين إلى رحم الزوجة (الأم البيولوجية):
بعد أن يمضي الجنين فترة محددة من النمو في رحم الأم البديلة (إذا افترضنا أن هذه الفترة ضرورية أو ممكنة بيولوجيًا)، يتم إعادته لاحقاً إلى رحم الزوجة البيولوجية. هذا الجزء من العملية هو الأكثر تعقيدًا وغير الشائع في الممارسة السريرية الحالية لتأجير الأرحام البشرية.
- في تأجير الأرحام التقليدي (البشري)، تحمل الأم البديلة الجنين حتى الولادة، ثم يتم تسليم الطفل للوالدين البيولوجيين أو المقصودين.
- السيناريو الموصوف في النص (نقل الجنين من رحم حيوان ثم إلى رحم الزوجة) يبدو وكأنه يصف تهجينًا بيولوجيًا أو استنساخًا هجينًا، وهو أمر يثير تساؤلات أخلاقية وعلمية ضخمة، ولا يُمارس في الإنجاب البشري. إذا كان القصد هو "تأجير الأرحام" البشري، فإن الجزء المتعلق بـ"أنثى حيوان" غير دقيق ويحتاج إلى توضيح.
التحديات الأخلاقية، الاجتماعية، والقانونية
بغض النظر عن تفاصيل الآلية (سواء كانت تتعلق بحيوان أو إنسان كأم بديلة)، فإن تقنيات تأجير الأرحام تثير العديد من التحديات:
- الأخلاقية: قضايا تتعلق بكرامة الأم البديلة، حقوق الطفل المولود، والحدود الأخلاقية للتدخل البشري في عملية الإنجاب.
- الاجتماعية: تأثير هذه التقنيات على مفهوم الأسرة، الأبوة، والأمومة.
- القانونية: تختلف التشريعات المنظمة لتأجير الأرحام بشكل كبير بين الدول، مما يخلق تعقيدات قانونية في حالات الجنسيات المتعددة أو الاختلافات في القوانين.
ملاحظة هامة:
يجب التأكيد على أن الممارسة الشائعة والمعترف بها لتقنية تأجير الأرحام (استئجار الرحم) في البشر تتضمن زرع الجنين (الناتج عن بويضة وحيوان منوي للزوجين المقصودين أو متبرعين) مباشرة في رحم امرأة أخرى (الأم البديلة البشرية) التي تحمل الجنين حتى الولادة، ثم تسلم الطفل للوالدين المقصودين. استخدام "أنثى حيوان" لاحتضان البويضة الملقحة هو مفهوم يثير تساؤلات حول طبيعة "التهجين البيولوجي" أو "تنمية الجنين خارج الرحم" في سياق بحثي أو نظري، ولا يُطبق في الممارسات الطبية البشرية الحالية للإنجاب.
التسميات
تأجير الأرحام