نهضة وتطور علم الصيدلة عند العرب.. تطوير طريقة غاليان بالمعالجة باستخدام الأدوية البسيطة وإسقاط معيار نوعية الأدوية المركبة



قام العرب بتطوير الكثير من الأدوية البسيطة والمركبة في علم المداواة التي اعتمد الطب اللاتيني بعضاً منها فيما بعد، إضافة إلى التطور الذي شهده تطبيق علم الصيدلة، إذ أدخل العرب أنواعاً صيدلية جديدة تلبية لحاجات المهنة، وعُدّت فتحاً جديداً في علم الصيدلة الذي اعتمد في قسم كبير منه على الترجمات العربية لبعض الأعمال المتعلقة بعلوم الطب عند الهنود والإغريق والتي أضيف إليها ما تداوله بعض الشعوب كالعرب والأكراد والخوز، وبرزت هنا ملاحظات وتجارب شخصية لأطباء وصيادلة عرب.

ساعدت ترجمة الأعمال الطبية إلى العربية في تطور علمي الطب والصيدلة عند العرب، إذ شهد عصر الخليفة هارون الرشيد (786 - 809) نشاطاً ملحوظاً على صعيد الترجمة.

فقد تمت ترجمة الموسوعات الطبية الهندية التي كشفت عن وجود (علم الحياة المديدة).

كما قاد حنين بن إسحاق (القرن التاسع) فريقاً من المترجمين برعوا في تعريب أعمال كبار الأطباء الإغريق أمثال ديوسكوريد (القرن الأول) وغاليان (القرن الثاني).

وارتسمت في منتصف القرن التاسع تقريباً الخطط التي اتبعها الأطباء والصيادلة العرب في علم المداواة:
 فمن الناحية التطبيقية، لجأوا إلى استخدام الأدوية البسيطة والمركبة المستخدمة من قِبَلِ الأطباء الهنود، وكذلك الإغريق، أو من قبل بعض الشعوب في العالم العربي.

أما فيما يتعلق بالناحية النظرية، فقد طوّر الأطباء والصيادلة العرب طريقة غاليان بالمعالجة، وذلك باستخدام الأدوية البسيطة التي اطّلعوا عليها في كتابه الذي يحمل عنوان "كتاب الأدوية البسيطة" والتي وجدوها غير كافية، إذ أسقط معيار نوعية الأدوية المركبة، ولسد هذه الفجوة وضع الطبيب الفيلسوف الكندي (القرن التاسع) نظرية في مبحث مقادير الأدوية المركبة، حيث طبق نظرية الرياضيات المتعلقة بالتطورات.

ووفق هذه النظرية التي شرحها الكندي في كتابه "في مفردات قوى الأدوية المركبة": إن أي زيادة في درجة النوعية حتى الدرجة القريبة تتطلب أن تتضاعف قوة هذه النوعية، وبسبب تناوله المشكلة بطريقة رياضية، وهي طريقة غير عادية في عصره كانت هذه النظرية مثار جدل في العالمين العربي واللاتيني.