الأدوية البسيطة.. ذات منشأ نباتي كالإهليلج وأخشاب الصندل ومعدنية كالياقوت والماس ومن منشأ حيواني كالعنبر



من بين الكتّاب الذين اهتموا بالأدوية البسيطة، ابن جلجل (القرن العاشر) من خلال عمله المتميز بمضمونه وعنوانه: (هذه مقالة ثامنة نذكر فيها ما قصّر "ديوسكوريد" عن ذكره في كتابه مما يستعمل في صناعة الطب وينتفع به ومما لا يُستعمل ولكن لا نغفل ذكره).

في هذا العمل طبق ابن جلجل منهاج "ديوسكوريد" و "غاليان" في وصف 62 عقاراً لم يذكرها "ديوسكوريد"، غالبيتها من أصل هندي، وتقُسم إلى 55 من منشأ نباتي (إهليلج وأخشاب الصندل)، و5 معدنية (الياقوت والماس)، وعقارين من منشأ حيواني (العنبر).

ويعد هذا العدد 62 عقاراً قليلاً مقارنة بالعدد التقريبي 400 عقار طبي غير معروف لدى الأطباء الإغريق (حوالي 200 من منشأ نباتي و200 أخرى من منشأ حيواني ومعدني)، نجدها مجتمعة في كتاب "ابن البيطار" الذي يحمل عنوان "جامع لمفردات الأدوية والأغذية".

ومن الطبيعي أن يتجاوز عدد العقاقير المستخدمة في المعالجة عند العرب الـ 400 عقار، وأن تدل الأبحاث يوماً ما على المشاركة الحقيقية للأطباء والصيادلة العرب فيما يتعلق بالمادة الطبية.

لدراسة هذه الأدوية البسيطة، اعتمد الأطباء والصيادلة العرب مختلف الأنواع الصيدلية وتناولوا الموضوع من جوانب متعددة استخدم بعضهم أمثال "ابن جلجل" و"ابن البيطار" كتاب "ديوسكوريد" كمرجع أساسي لمعرفتهم، ولكنهم حذفوا منه الباب الخامس المتعلق بالخمور واهتموا بقائمة العقاقير بالتعليق عليها وتفسيرها وإعطاء مرادفاتها.

أما فيما يتعلق بالتقديم الألفبائي (البسيط أو وفق الجمل) للعقاقير، فكانت الطريقة الأمثل والأكثر تطبيقاً: بالنسبة لأي عقار، يتم إلحاق الوصف بمرادفات في لغات مثل السريانية والفارسية واللاتينية، وفي بعض الأحيان إعطاء مرادفات باللهجات العربية المحلية.

من ناحية أخرى اعتمد هذا المنهاج كل من الطبيب الرازي (القرنين التاسع والعاشر) في كتابه /الحاوي/ الذي يضم 829 عقاراً والبيروني في كتابه (كتاب الصيدلة في الطب) الذي يصف 850 عقاراً لأهداف تعليمية، استخدم بعض الكتّاب أساليب تقديم خاصة بهم، في حين استخدم "حنين بن إسحاق" منهاج السؤال والجواب.

وأرفق "رشيد الدين بن الصوري" (القرن الثامن) وصف النباتات الطبية برسم للنبات في حالتيه الأخضر واليابس.

ولكن لسوء الحظ لم تتم المحافظة على هذه الكتب في حين أن ابن الجزّار (القرن العاشر)، اعتمد تصنيف الأدوية وفقاً لدرجة فاعليتها.