تُعد دراسات الأسرة من المناهج المستخدمة في دراسة توارث الصفات الجسمية والعقلية والنفسية، وانتقال هذه الصفات عبر الأجيال داخل الأسرة الواحدة.
وتسمى هذه الطريقة في بعض الأحيان بسجل النسب الوراثي أو شجرة العائلة.
وهذا السجل الوراثي يتتبع الصفات الوراثية وآثارها على مدى عدة أجيال متتالية داخل العائلة الواحدة.
وهذا السجل الوراثي يتتبع الصفات الوراثية وآثارها على مدى عدة أجيال متتالية داخل العائلة الواحدة.
كما يهدف أيضاً إلى تتبع بعض الصفات أو الأمراض والعيوب الوراثية، والتنبؤ باحتمال ظهورها في الأجيال التالية.
وفي دراسات الأسرة عامة يتم عمل سجل النسب الوراثي باستخدام مجموعة من الرموز تشير إلى أفراد العائلة.
فالمربع يستخدم كرمز يشير إلى الأب، أو إشارة للابن الذكر، بينما تُستخدم الدائرة للإشارة إلى الأم، أو الابنة.
كما يُشار إلى كل جيل بحرف روماني، بينما يشار لكل فرد في الجيل برقم عادي.
ويُستخدم خط يصل بين الأب والأم ينزل من منتصفه خط عمودي يتفرع منه الأبناء.
وإذا وُجدت الصفة الوراثية يظلل المربع أو الدائرة بغض النظر عن كون هذه الصفة سائدة أو متنحية.
ويعد عالم النفس الإنجليزي الشهير سير فرنسيس جالتون F. Galton (أبن عم دارون) أول من أستخدم طريقة النسب الوراثي.
كما يعد من الرواد الأوائل الذين تخصصوا في دراسة كيفية وراثة السلوك.
ولعل أكثر إسهاماته في هذا المجال -بالإضافة إلى إسهاماته العديدة في علم النفس- دراسته لوراثة الذكاء التي قدمها عام 1869، وقضى فيها قرابة الثلاثين عاماً لدراسة العوامل الوراثية.
وقد قام جالتون بالعديد من الدراسات التي هدف منها إلى دراسة الأساس الوراثي للعبقرية والتفوق العلمي والأكاديمي.
وأجرى الدراسة عن طريق مسح شامل للعديد من الأسر المختلفة التي تحتوي بين أفرادها على مشاهير العلماء، والأطباء، والكتّاب والسياسيين، والقضاة، ورجال العلم والفن في المجتمع الإنجليزي.
وجمع جالتون معلومات وفيرة عن 997 فرداً من هؤلاء المشاهير، الذين ينتمون لحوالي 300 أسرة.
ومن خلال ما رصده جالتون من تحليل البيانات التي حصل عليها، أستطاع أن يثبت أن الشهرة والعبقرية والتفوق إنما هي صفات تسري في عائلات بعينها، وأن هذا يعني أنها تنتقل وراثياً عبر أفراد هذه الأسر.
وأنتهي جالتون إلى وجود عدد كبير من الأشخاص الأذكياء بين أقارب الشخصيات اللامعة عقلياً.
وأن هذا العدد أكبر بكثير من أن يُعزى للصدفة، أو للعوامل الاقتصادية والاجتماعية والتربوية التي تتميز بها أسر هؤلاء الأفراد.
وأشار جالتون من خلال تحليلاته الإحصائية إلى أن معامل ارتباط ظهور أفراد أذكياء في أسر يوجد بها شخص متميز من الناحية العقلية، إنما يزداد إذا كانت العلاقات الأسرية في هذه الأسرة أقرب من الناحية الوراثية.
بمعنى أن الصفة تظهر بشكل واضح بين الأب والأخ والعم وأبن العم، ويقل ظهورها كلما ابتعدت علاقة القرابة.
وبنفس الطريقة التي أجراها جالتون قام جودارد Goddard عام 1912 بدراسة تأثير الوراثة على صفة الضعف العقلي، وانتقالها بين أفراد العائلة الواحدة، وذلك في المجتمع الأمريكي.