فيكتور الأفيرون المتوحش طفل الغابة:
يزودنا التاريخ بحالة توضح تأثير البيئة على الخصائص الوراثية، وهي حالة طفل أفيرون المتوحش Aveyron’s Wild Boy أو ما عُرف في التراث العلمي لعلم النفس بطفل الغابة.
اختيار الطعام باستعمال بحاسة الشم:
وكان أكثر توحشاً، وأكثر شبهاً بالحيوانات منه بالإنسان، حيث لم يكن قادراً على التحدث بلغة البشر، وكان يختار طعامه مستعيناً بحاسة الشم.وقد وُضع هذا الطفل تحت الملاحظة، وحاول الطبيب الفرنسي إيتارد Itard الذي كان يتابع حالته أن يعلمه، ويكسبه خصائص السلوك الإنسان.
وقد وضع إيتارد برنامجاً تدريبياً خاصاً للصبي، كي يؤكد أن بالإمكان تعليم الأبله عن طريق تدريب الحواس.
تنمية الجوانب الاجتماعية وخلق الحاجات الإنسانية:
واهتم بتنمية الجوانب الاجتماعية لديه، وتنمية حواس الشم واللمس والبصر، مع خلق الحاجات الإنسانية.أي أنه حاول أن يقلل من الدوافع الحيوانية التي كانت موجودة لدى الطفل.
ورغم كل ذلك فقد أعلن بعد مضي خمس سنوات من الجهود المضنية عجزه عن إكساب الطفل أياً من هذه الصفات الإنسانية.
فهذا الطفل نشأ في بيئة الغابة، وعلى الرغم من أنه مزود وراثياً بالقدرة على الكلام، إلا أنه لم يتكلم كلام البشر لغياب هذا النوع من الكلام في البيئة التي يعيش فيها.
الضعف العقلي واضطراب سلوك الأبناء:
كما أنه كان مزوداً بالقدرة على المشي إلا أنه كان يسير على أربع كالحيوانات.فمن أين له أن يكتسب الصفات الإنسانية دون أن يتعرض لمثيراتها.
ويحدث نفس الأمر فيما يتعلق بصفة الضعف العقلي، فالآباء ضعيفو العقل حين ينجبون، فإنهم عادة ما يربون أبناءهم في ظروف غير سوية، ومثل هذه الظروف قد تساعد في اضطراب سلوك الأبناء، وعدم تفتح قدراتهم العقلية.