الدراسة العاملية لمقياس الصرع النفسي الحركي.. إعطاء تفسيرات سيكولوجية بتدوير العوامل تدويرا متعامدا بطريقة فاريماكس



الدراسة العاملية لمقياس الصرع النفسي الحركي:

نظرا لأن المقياس يتكون من 6 فئات مرضية تشمل الأعراض الإكلينيكية المختلفة للصرع النفسي الحركي، والتي يكون بعضها أكثر ظهورا من الآخر، فقد أجرى الباحث تحليلا عامليا لمكونات المقياس للتعرف على البنية العاملية له، وذلك بحساب معاملات الارتباط بطريقة بيرسون بين هذه الفئات الفرعية بعضها البعض، وبينها وبين الدرجة الكلية للمقياس.
وقد أجريت الدراسة العاملية على عينة من مرضى هذا النوع من الصرع بلغت 160 مريضا من بينهم 50 ذكرا (31.25 %) و110 أنثى (86.75 %).

محك التشبع الجوهري للعامل:

وبعد استخراج معاملات الارتباط تم إجراء التحليل العالي لهذه المعاملات بطريقة المكونات الأساسية Principal Components  لهوتلينج H. Hoteling، وتم تحديد قيم التباين للعوامل Eigen Value بألا تقل عن واحد صحيح على محك كايزر لتحديد عدد العوامل المستخرجة ذات التشبعات الدالة.
ثم أديرت العوامل تدويرا متعامدا بطريقة فاريماكس Varimax، وتم استخراج 3 عوامل، وأعتبر محك التشبع الجوهري للعامل بألا يقل عن 0.3.

تفسير النتائج:

وقد أظهرت النتائج ما يلي:
1- وجود 7-ارتباطات صفرية 6 منها موجبة هي الأعراض الوجدانية مع كل من الأعراض الحسية، وأعراض الجهاز العصبي الذاتي، وأعراض اضطراب التفكير.
بالإضافة إلى أعراض اضطراب الجهاز العصبي الذاتي مع كل من أعراض اضطراب الإدراك، وأعراض اضطراب التفكير.
وارتباط صفري واحد سالب بين أعراض اضطراب التركيز والذاكرة، وأعراض اضطراب التفكير.
2- جميع الارتباطات بين الاختبارات الفرعية والدرجة الكلية دالة وموجبة، وكلها فيما بعد مستوى 0.01، وفي هذا إشارة إلى الاتساق الداخلي للمقياس.

3- ارتباط أعراض اضطراب التركيز والذاكرة مع الأعراض الحسية والدرجة الكلية ارتباطا موجبا ودالا فيما بعد مستوى 0.01.
4- ارتباط الأعراض الحسية ارتباطا موجبا ودالا فيما بعد مستوى 0.01 مع أعراض اضطراب الإدراك ، وأعراض اضطراب التفكير، والدرجة الكلية.

5- ارتباط أعراض اضطراب الإدراك مع كل من أعراض اضطراب التفكير، والدرجة الكلية ارتباطا موجبا ودالا فيما بعد مستوى 0.01.
6- في الوقت الذي توجد فيه ارتباطات مرتفعة ودالة، توجد ارتباطات أخرى غير دالة وقريبة من الصفر، مما يشير إلى وجود مناطق ارتباط متمايزة بين الفئات الفرعية للمقياس.
وهذا يجعل من التحليل العاملي خطوة ضرورية ومقبولة.

العوامل المستخرجة قبل التدوير:

وقد بلغ عدد العوامل المستخرجة قبل التدوير وفقا لمحك كايزر 3 عوامل هي:
1- وجود 3 عوامل دالة، وكانت أعلى التشبعات على العامل الأول لأربع فئات هي بالترتيب الدرجة الكلية (0.986)، ثم أعراض اضطراب الإدراك (0.802)، ثم أعراض اضطراب التفكير (0.696)، وأخيرا الأعراض الحسية (0.689).
أما بقية الفئات الفرعية الأخرى فقد كانت تشبعاتها ضعيفة وغير دالة.

2- بالنسبة للتشبعات على العامل الثاني، فكانت لثلاث فئات هي على الترتيب أعراض اضطراب التركيز والذاكرة (0.708)، ثم أعراض الجهاز العصبي الذاتي (- 0.634)، وأخيرا الأعراض الوجدانية (- 0.553).
أما بقية الفئات فكانت تشبعاتها أقل وغير دالة.
ويبدو أن هذا العامل قطبي، وسنرجى الحديث عنه إلى ما بعد إجراء عملية التدوير.

3- أما بالنسبة للتشبعات على العامل الثالث فقد كانت لأربع فئات على النحو التالي:
  • أعراض الجهاز العصبي الذاتي (0.571).
  • أعراض اضطراب التفكير (- 0.497).
  • أعراض اضطراب التركيز والذاكرة (0.432).
  • الأعراض الحسية (0.367).
ويبدو أن هذا العامل عامل قطبي أيضا.
 
4- استوعبت العوامل الثلاثة 71.1 % من حجم التباين الكلى.
ومن الملاحظات الأربعة السابقة يمكن القول بأن البنية العاملية لمقياس الصرع النفسي الحركي تتمثل في وجود ثلاثة عوامل، ولكن حتى يمكننا إعطاء تفسيرات سيكولوجية واضحة لهذه العوامل - كما يقول ثرستون - فقد تم تدوير العوامل تدويرا متعامدا بطريقة (فاريماكس).

عوامل متغيرات مقياس الصرع النفسي الحركي:

وبلغت تشبعات متغيرات المقياس على العوامل الثلاثة بعد إدارتها ما يلي:
1- في ضوء محك جوهرية تشبع العوامل أسفر التحليل العاملي عن استخراج 3 عوامل بلغت نسبة التباين الكلى لها 71.1 %.

2- بالنظر إلى تشبعات العوامل المستخرجة بعد التدوير يلاحظ أن الصورة اختلفت تماما عن ذي قبل كما قبل التدوير. كما أن معظم محكات التركيب البسيط تنطبق على تلك التشبعات من حيث بساطة الاختبار (بأن تصبح على الأقل إحدى تشبعات الاختبار مساوية للصفر)، ومن حيث الاقتران البسيط، أي اقتران التشبعات الكبيرة لأي عامل بالتشبعات الصغيرة لعامل آخر.
وهذا ما نلاحظه على العوامل بعد التدوير حيث نجد أن هناك 3 تشبعات صفرية، كما أن كل عامل من العوامل يقترن اقترانا بسيطا مع العاملين الآخرين.
وكل هذا يشير إلى أن عملية التدوير قد حققت تكوينا بسيطا للعوامل، وبالتالي يصبح المقياس بسيطا.

3- بلغ الجذر الكامن للعامل الأول 2.73، وأستوعب 39.1 % من التباين الكلى، وهي نسبة عالية تشير إلى إسهام هذا العامل في الصورة النفسية الكلية المقاسة، والتي تمثلها متغيرات المقياس.
وقد تشبعت تشعبا دالا على هذا العامل 4 متغيرات مرتبة حسب حجم التشبعات على النحو التالي: الدرجة الكلية (0.879)، واضطراب الإدراك ( 0.850) ، واضطراب التفكير (0.818)، وأخيرا اضطراب الأعراض الحسية ( 0.518).
ويلاحظ من ذلك أن التشبعات الدالة على هذا العامل عالية وموجبة تراوحت بين 0.518 - 0.879، كما يشير مضمون تلك المتغيرات المشبعة على هذا العامل إلى أن من الجوانب الهامة لهذا المقياس كل من أعراض اضطراب الإدراك، والدرجة الكلية، واضطراب التفكير، والأعراض الحسية.
ويقترح الباحث تسمية هذا العامل بعامل اضطراب الإدراك.

4- العامل الثاني بلغ الجذر الكامن له 1.24، وأستوعب 17.7 % من التباين الكلى، وتشبعت عليه تشبعا دالا 3 متغيرات مرتبة حسب حجم تشبعاتها على النحو التالي: اضطرابات الجهاز العصبي الذاتي (0.854)، اضطرابات الأعراض الحسية (0.544)، وأخيرا الدرجة الكلية (0.452).
ويقترح الباحث تسمية هذا العامل بعامل اضطراب الجهاز العصبي الذاتي.

5- بلغ الجذر الكامن للعامل الثالث 1.002، وأستوعب 14.4 % من التباين الكلى. وهذا العامل عامل قطبي تشبع عليه تشبعا دالا متغيران، أحدها موجب هو اضطراب التركيز والذاكرة (0.837)، والآخر سالب هو الأعراض الوجدانية (- 0.570).
ويقترح الباحث تسمية هذا العامل بعامل أعراض اضطراب التركيز والذاكرة.