الصرع النفسي الحركي.. صرع الفص الصدغي. الأعراض التي تحدث في شكل نوبات متكررة من الأعراض النفسية والحركية



الصرع النفسي الحركي:

أشار هيبوقراط (400 ق. م) إلى وجود نوع من الأعراض تصف بشكل دقيق حالة الآلية Automatism، ونوبة ليلية من الصرع النفسي الحركي قائلا: "لقد رأيت العديد من الأشخاص وقد أصبحوا فجأة وبدون سبب واضح مجانين أو معتوهين، وفي نفس الوقت يقومون بأشياء عديدة دون أن يدركوا ما يفعلونه.
وقد عرفت أشخاصا يصرخون أثناء النوم، أو يقفزون من أسرتهم، وبعد أن يستيقظوا يعودون إلى حالتهم الطبيعية التي كانوا عليها دون أن يتذكروا شيئا مما حدث لهم".

المراحل النظرية لمصطلح الصرع النفسي:

وقد مر مصطلح الصرع النفسي الحركي بمراحل نظرية عديدة.
فقد أطلق عليه جاكسون مصطلح النوبة المحقوفة Uncinat fit إشارة إلى مجموعة من الأعراض التي تتميز بالآلية والنسيان.
وفي عام 1937 وضع جيبس وزملاؤه مصطلح الصرع النفسي الحركي إشارة إلى مجموعة من الأعراض التي تحدث في شكل نوبات متكررة من الأعراض النفسية والحركية.
وبعد ذلك أدخل بنفيلد وياسبرز Penfield & Jaspers عام 1954 مصطلح صرع الفص الصدغي إشارة إلى نفس العلامات المرضية.
وأخيرا أدخل جاستو Gastaut عام 1970 مصطلح الصرع الجزئي المعقد Complex Partial Epilepsy إشارة إلى نفس الأعراض.
  واستخدمت بعد ذلك المصطلحات الثلاثة - نفسي حركي، وصدغي، وجزئي معقد - كمرادفات لنفس المعنى، وإشارة إلى مجموعة واحدة من الأعراض.

صرع الفص الصدغي:

ومع ذلك فقد أشار ليشمان إلى أن مصطلح الصرع النفسي حركي لا يعد مرادفا لمصطلح صرع الفص الصدغي، لأن الأول يعد مصطلحا إكلينيكيا يشير إلى طبيعة الأعراض، بينما يعد الثاني مصطلحا تشريحيا Anatomical يشير إلى مكان الاضطراب في المخ.
هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن المصطلحين ليسا مترادفين، لأن الصرع النفسي الحركي قد يحدث نتيجة وجود بؤرة نشطة خارج الفص الصدغي كما وجد في 20 % من الحالات.

النوبات الجزئية:

ولذلك يخلص ليشمان إلى أن استخدام مصطلح صرع الفص الصدغي كمرادف لمصطلح الصرع النفسي حركي يعد استخداما يجانبه الصواب، لأن النوبات التي تحدث لا تعنى بالضرورة وجود اضطراب في الفص الصدغي.
ويختلف كوفمان مع ليشمان في هذا الشأن، فهو يشير إلى أن النوبات الجزئية المعقدة ما هي إلا نوبات من صرع الفص الصدغي، كما أن اختلاف التسميات مسألة لا تعدو أن تكون مجرد اختلاف خاص بالمعنى الدلالي للمصطلح.