موازنة الماء عند الحيوانات.. آليات استيعاب الماء في جسم الإنسان والحيوانات



استيعاب الماء في جسم الإنسان والحيوانات يتمّ في عدّة آليات: يُستوعب الماء في الحيوانات الصغيرة مباشرةً عن طريق كلّ سطح الجسم.

ويُستوعب الماء في الحيوانات الأكبر عن طريق الجهاز الهضمي (الفم)، من الشرب أو عن طريق الماء الذي يحويه الغذاء، وكذلك في حالات معيّنة عن طريق الجلد (على سبيل المثال عند الضفدعة السامّة).

عملية إخراج ( إفراز) الماء عند الإنسان والحيوانات تَتم بعدة طرق:

- بواسطة الجلد:
إفراز العرق وهو مُركب بالأساس من الماء ويخرج بواسطة المسامات الصغيرة الموجودة في الجلد.

ويفرز العرق من اجسامنا عبر فتحات صغيرة جدا موجودة في الجلد.
كمية العرق التي تفرز في اليوم الواحد ليست ثابتة وهي متعلقة بعدة عوامل.منها:

درجة الحرارة:
ترتفع كمية العرق التي يفرزها الجسم عندما ترتفع درجة حرارة الجسم.
وارتفاع درجة حرارة الجسم متعلقة بعوامل مختلفة مثل الظروف البيئية والنشاط الجسماني.


- بواسطة جهاز الإفراز:
يتم إخراج فائض الماء والفضلات المُذابة التي تخرج من الجسم بواسطة إفراز البول.
البول عند الإنسان مُعظمه ماء لكن عند بعض الحيوانات يكون مُركز جداً.

كمية البول التي يفرزها شخص بالغ في اليوم الواحد هي لتران تقريبا.
معظم حجم البول هو ماء.

ويمكن للشخص ان يعرف اذا كانت هناك موازنة ماء سليمة ام غير سليمة من لون البول.
فعندما يكون البول مركز ولونه غامق يدل على النقص في كمية الماء، وعندما يكون لون البول اقرب الى الشفاف فإن ذلك يدل على وجود كمية كافية من الماء.

- عملية التنفس:
الهواء المنطلق من عملية الزفير يحوي بخار ماء مصدره من الرئتين.

أثناء عملية التنفس نستنشق هواء إلى الرئتين ونزفر هواء من الرئتين إلى الخارج .
الهواء الذي نزفره يحتوي على بخار ماء مصدره من الرئتين.

فبهذه الطريقة نفرز نصف لتر ماء في اليوم الواحد.
عادة لا نلاحظ بخار الماء الذي نفرزه، لكن في الشتاء يمكن ان نرى البخار يتكاثف الى قطرات.


الماء المستوعب في جسم الإنسان والحيوانات الكبيرة ومتعددة الخلايا، يُنتقل إلى كل خلايا الجسم بواسطة أجهزة النقل.
يتم انتقال الماء إلى كل خلايا الجسم بواسطة عملية الانتشار.

جميع الكائنات الحية تحتاج الى ماء لبناء الجسم ولبقائه.
ومعظم المياه في الكائنات الحية موجودة داخل الخلايا.
تتم في خلايا الكائنات الحية عمليات الحياة مثل(بناء مواد – تنفس – نمو...).
ومعظم هذه العمليات متعلقة بالماء.
وعندما تكون كمية الماء في الخلايا سليمة، فإن الخلايا تكون منتفخة ويكون الجسم ثابتا، مثل كيس مملوء بالماء يكون شكله ثابتا.

فالماء موجود في اجسام جميع الكائنات الحية –نباتات – فطريات- بكتيريا.
توجد علاقة بين الماء في الجسم وبين الماء في المحيط،فاجسام الكائنات الحية تستوعب وتفرز الماء كل الوقت.
استيعاب وافراز الماء يحددان موازنة الماء في الجسم.

تكون موازنة الماء سليمة عندما يكون الماء باتزان، أي ان الماء موجود بالكمية المطلوبة.
بمعنى اخر الاستيعاب يساوي الإفراز.

وتكون موازنة الماء غير سليمة عندما يكون في الجسم فائض او نقص في الماء. أي توجد حالتين:
1- فائض ماء في الجسم بحيث يكون الاستيعاب اكثر من الإفراز.
2- نقص ماء في الجسم بحيث يكون الاستيعاب اقل من الإفراز.

إن موازنة الماء في اجسام الكائنات الحية متعلقة بدرجات حرارة الاجسام.
توجد في جسم الانسان درجة حرارة ثابتة(37).

تتكون كل الوقت حرارة في الجسم، وذلك نتيجة لنشاط العضلات والعمليات الكيميائية التي تحدث في الخلية.
توجد عدة طرق لتكييف درجة الحرارة بواسطة الماء، وهذه الطرق لها علاقة بصفات الماء الآتية:
أ- الحرارة النوعية العالية للماء.
ب- نقل الحرارة.
ج- التبخر.

المحافظة على موازنة الماء في جسم الإنسان:
إذا لم نحافظ على موازنة مياه سليمة في الجسم، فإن ذلك يؤدي الى نقص في الماء وإلى جفاف الجسم.

ما هو الجفاف؟
الجفاف هو وضع يكون فيه نقص ماء في الجسم بنسبة 5% أو اكثر من كتلة الجسم، مثلا: شخص كتلته 60 كغم يحدث عنده جفاف إذا خسر 3كغم (3 لترات) ماء من جسمه.
الجفاف خطير لانه يؤذي عمليات مختلفة في الجسم ويؤدي الى ضرر كبير للانسان.

علامات الجفاف:
1- في المراحل المبكرة لعملية الجفاف ترتفع درجة حرارة الجسم وتصل الى 38-39 درجو مئوية، ويصبح لون الجلد أحمر، وتزداد نبضات القلب، ويشعر المصاب بدوار ويكون عصبيا.

2- بعد ذلك تصل درجة حرارة الجسم الى 40-41 درجة مئوية، وتحدث اضطرابات في السمع والرؤية حتى يغمى عليه ويفقد وعيه وتسمى هذه الحالة ضربة شمس.

الشخص الذي يصاب بضربة شمس قد يموت خلال بضع ساعات اذا لم يحصل على مساعدة سريعة (سوائل كثيرة).