تحضير مرضى السمنة المفرطة للعملية الجراحية: تحديات استثنائية وحلول مبتكرة وخطوات استباقية لتحسين النتائج

تأثيرات البدانة على الجراحة:

تعتبر البدانة عاملًا معقدًا يزيد من تحديات إجراء العمليات الجراحية بشكل كبير. فهي ترتبط بزيادة مخاطر حدوث مضاعفات جراحية عديدة، منها:

مضاعفات جراحية عامة:

  • العدوى: يزيد الوزن الزائد من خطر الإصابة بالتهابات الجروح والانتان الجهازي، وذلك بسبب ضعف المناعة وزيادة السكر في الدم، وتراكم الدهون في أنسجة الجسم مما يوفر بيئة مناسبة لتكاثر البكتيريا.
  • صعوبة الجراحة: يواجه الجراحون صعوبة في الوصول إلى الأعضاء الداخلية بسبب طبقات الدهون السميكة، مما قد يؤدي إلى زيادة وقت الجراحة وزيادة النزيف.
  • التئام الجروح البطيء: يؤدي الوزن الزائد إلى ضعف التئام الجروح، مما يزيد من خطر حدوث الفتق الجراحي.
  • صعوبة التخدير: قد يتطلب المرضى البدينون جرعات أكبر من التخدير، مما يزيد من خطر حدوث مضاعفات متعلقة بالتخدير.

مضاعفات جراحية خاصة:

  • جراحة البطن: تزيد البدانة من خطر حدوث مضاعفات بعد جراحة البطن مثل الالتصاقات المعوية، انسداد الأمعاء، وفتق الحجاب الحاجز.
  • جراحة العظام: يزيد الوزن الزائد من الضغط على المفاصل والعظام، مما يزيد من صعوبة الجراحة ومدة النقاهة.
  • جراحة القلب والصدر: يزيد الوزن الزائد من خطر حدوث مضاعفات قلبية ورئوية أثناء وبعد الجراحة.

تحضير المريض البدين للجراحة:

يهدف تحضير المريض البدين للجراحة إلى تقليل المخاطر المرتبطة بالبدانة وتحسين نتائج الجراحة. وتشمل خطوات التحضير:
  • التقييم الشامل: يجب إجراء تقييم شامل لحالة المريض الصحية قبل الجراحة، بما في ذلك تقييم وظائف القلب والرئتين والكلى، وقياس مؤشر كتلة الجسم (BMI)، والتحقق من وجود أي أمراض مزمنة أخرى.
  • إنقاص الوزن: إذا كان هناك وقت كافٍ قبل الجراحة، ينصح بتنفيذ برنامج لإنقاص الوزن تحت إشراف فريق طبي متخصص، حيث يمكن أن يؤدي إنقاص حتى نسبة صغيرة من الوزن إلى تحسين نتائج الجراحة.
  • التغذية: يجب تقديم تغذية متوازنة للمريض قبل الجراحة، مع التركيز على الأطعمة الغنية بالبروتين والفيتامينات والمعادن، وتجنب الأطعمة الدسمة والسكرية.
  • التحكم في الأمراض المزمنة: يجب التحكم في الأمراض المزمنة المصاحبة للبدانة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول قبل الجراحة.
  • العلاج الدوائي: قد يصف الطبيب بعض الأدوية قبل الجراحة، مثل:
  1. المضادات الحيوية: للوقاية من العدوى.
  2. المضادات التخثر: للوقاية من الجلطات الدموية.
  3. أدوية السكري: للتحكم في مستوى السكر في الدم.
  4. أدوية ضغط الدم: للتحكم في ضغط الدم.

أهمية تعديل الجرعات الدوائية:

يجب تعديل جرعات الأدوية وفقًا لوزن المريض وحالته الصحية. فالمرضى البدينون يحتاجون عادة إلى جرعات أكبر من الأدوية مقارنة بالأشخاص ذوي الوزن الطبيعي، وذلك بسبب زيادة حجم التوزيع للأدوية في الجسم. كما يجب مراقبة مستوى الأدوية في الدم بشكل دوري للتأكد من تحقيق المستوى العلاجي المطلوب وتجنب حدوث أي آثار جانبية.

أهمية الرعاية التمريضية:

تلعب الرعاية التمريضية دورًا حاسمًا في تحضير المريض البدين للجراحة وبعدها. وتشمل الرعاية التمريضية:
  • التعليم الصحي: يجب تقديم تعليم صحي للمريض حول أهمية اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام بعد الجراحة.
  • مراقبة علامات حيوية: يجب مراقبة علامات المريض الحيوية بشكل دوري، مثل درجة الحرارة وضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومعدل التنفس.
  • تقييم الألم: يجب تقييم مستوى الألم لدى المريض وتقديم المسكنات المناسبة.
  • منع المضاعفات: يجب اتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث المضاعفات، مثل الجلوس المتكرر، والتحرك المبكر بعد الجراحة، وارتداء الجوارب الضاغطة لمنع الجلطات الدموية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال