التنفس الاصطناعي اليدوي (هولجر نيلسن): تقنية إنقاذ الحياة في حالات إصابات الوجه، الاحتجاز، ومخاطر التسمم - الآلية، الخطوات، والمحددات

بدائل "قبلة الحياة":

على الرغم من أن التنفس الاصطناعي من الفم للفم (قبلة الحياة) يعتبر الطريقة الأكثر فعالية لتوفير الأكسجين الطارئ لشخص لا يتنفس، إلا أن هناك حالات محددة تجعل هذه التقنية غير قابلة للتطبيق أو حتى خطيرة على المسعف. في مثل هذه الظروف، يصبح اللجوء إلى طرق بديلة للتنفس الاصطناعي أمرًا ضروريًا لإنقاذ حياة المصاب.

موانع استخدام التنفس الاصطناعي من الفم للفم:

تتطلب بعض الحالات الخاصة استبعاد استخدام طريقة الفم للفم، وتشمل ما يلي:
  • الإصابات الشديدة في منطقة الوجه والجهاز التنفسي العلوي: عندما يتعرض الفم أو الأنف لإصابات بالغة، مثل الكسور أو الجروح العميقة، يصبح إجراء التنفس الاصطناعي من الفم للفم صعبًا للغاية وقد يؤدي إلى تفاقم الإصابات أو منع وصول الهواء بشكل فعال.
  • احتجاز المصاب في وضعية حرجة: إذا كان المصاب محصورًا تحت الأنقاض أو في مساحة ضيقة بحيث يكون رأسه متجهًا للأسفل، يصبح الوصول إلى فمه وأنفه لإجراء التنفس الاصطناعي أمرًا غير عملي.
  • مخاطر على سلامة المسعف نتيجة للتسمم: في حالات التسمم ببعض المواد الخطرة، مثل المواد الكيميائية الآكلة التي يمكن أن تسبب حروقًا شديدة عند ملامستها، أو السيانيد الذي يمكن امتصاصه عن طريق الفم، يصبح إجراء التنفس الاصطناعي من الفم للفم خطرًا مباشرًا على صحة المسعف.

طريقة هولغر نيلسن: بديل للتنفس الاصطناعي اليدوي:

في مثل هذه السيناريوهات التي يستحيل فيها استخدام "قبلة الحياة"، يلجأ المسعفون إلى تقنية التنفس الاصطناعي اليدوي، وأبرزها طريقة هولغر نيلسن. تعتمد هذه الطريقة على تحريك ذراعي المصاب بطريقة منظمة للمساعدة في توسيع وتضييق تجويف الصدر، وبالتالي إجبار الهواء على الدخول والخروج من الرئتين.

ملاحظات حول كفاءة طريقة هولغر نيلسن:

من المهم الإشارة إلى أن طريقة هولغر نيلسن تعتبر أقل كفاءة من طريقة التنفس الاصطناعي من الفم للفم ("قبلة الحياة") في إيصال الأكسجين إلى الرئتين. لذلك، لا يتم اللجوء إليها إلا عند الضرورة القصوى عندما تكون طريقة الفم للفم غير ممكنة.

مراقبة الاستجابة:

يمكن للمسعف ملاحظة علامات استجابة المصاب من خلال النظر إلى التحسن في لون بشرته بعد البدء في إجراء الضغطات. عادةً ما يشير تحول لون الجلد الشاحب أو الأزرق إلى لون أكثر طبيعية بعد حوالي أربع دورات من الضغط إلى تحسن في تدفق الأكسجين.

محددات طريقة هولغر نيلسن:

تتميز هذه الطريقة ببعض القيود الهامة:
  • صعوبة إجراء الضغط الخارجي على الصدر: عندما يكون المصاب مستلقيًا على بطنه، يصبح من الصعب أو المستحيل إجراء الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) الذي يتضمن الضغط على الصدر، وهو أمر بالغ الأهمية في حالات توقف القلب.
  • عدم القدرة على تحسس النبض بفعالية: في وضعية الانبطاح، يصعب على المسعف تحسس نبض المصاب بدقة لتقييم حالة الدورة الدموية.

خطوات إجراء طريقة هولغر نيلسن:

لإجراء طريقة هولغر نيلسن للتنفس الاصطناعي اليدوي، يجب اتباع الخطوات التالية بدقة:

1. تهيئة وضع المصاب:

  • يمدد المصاب على بطنه على سطح مستوٍ وثابت.
  • يجب أن تكون ذراعاه ممدودتين بعيدًا عن رأسه.
  • توضع يداه الواحدة فوق الأخرى تحت رأسه لتوفير دعم بسيط.
  • يدار رأس المصاب إلى إحدى الجهتين لتسهيل تدفق الهواء.
  • يمال الرأس قليلاً إلى الخلف ويفتح الفك للتأكد من فتح مسالك الهواء قدر الإمكان.

2. اتخاذ وضع المسعف:

  • يركع المسعف على إحدى ركبتيه بمحاذاة رأس المصاب.
  • توضع الركبة الأخرى منتصبة بالقرب من كتف المصاب.
  • توضع كفّي المسعف على ظهر المصاب بحيث يكون الإبهامان متجاورين على جانبي العمود الفقري.

3. مرحلة الزفير (الضغط):

  • مع إبقاء المرفقين مستقيمين، يميل المسعف إلى الأمام بجذعه حتى تصبح ذراعاه في وضع قائم تقريبًا.
  • يتم الضغط بثبات على ظهر المصاب لمدة ثانيتين. هذا الضغط يساعد على إخراج الهواء من الرئتين (الزفير الاصطناعي).

4. مرحلة الشهيق (الرفع):

  • يميل المسعف إلى الوراء بينما يزلق يديه إلى الأعلى على طول ذراعي المصاب.
  • يمسك المسعف بذراعي المصاب فوق المرفقين تمامًا.
  • يرفع المسعف ذراعي المصاب بلطف حتى يشعر بمقاومة طفيفة، ويحافظ على هذا الرفع لمدة ثلاث ثوانٍ. هذه الحركة تساعد على توسيع تجويف الصدر وسحب الهواء إلى الرئتين (الشهيق الاصطناعي).

5. تكرار الدورة:

  • يخفض المسعف ذراعي المصاب ويعيد يديه إلى ظهر المصاب.
  • تكرر دورة الضغط والرفع بمعدل 12 مرة في الدقيقة، أي تستغرق كل دورة حوالي خمس ثوانٍ. يجب الحفاظ على إيقاع منتظم وثابت.

6. التعافي:

  • إذا بدأ المصاب في التنفس بشكل طبيعي من تلقاء نفسه، يجب وضعه في وضع الإفاقة (الاستلقاء على جانبه مع ثني الركبة العلوية والذراع العلوية أمام الجسم لدعم الاستقرار) لمنع انسداد مجرى الهواء في حال حدوث قيء.

خلاصة:

في الختام، تعتبر طريقة هولغر نيلسن للتنفس الاصطناعي اليدوي أداة قيمة في الحالات الطارئة التي تحول دون استخدام طريقة الفم للفم. على الرغم من أنها أقل فعالية، إلا أنها يمكن أن تكون منقذة للحياة عندما لا تتوفر خيارات أخرى. يجب على المسعفين المدربين أن يكونوا على دراية بهذه التقنية وكيفية تطبيقها بشكل صحيح لزيادة فرص بقاء المصاب على قيد الحياة حتى وصول المساعدة الطبية المتخصصة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال