أدوية الشراب.. شكل صيدلاني سائل ومركز السكر في الماء ومعد للاستعمال الداخلي



إن السواغ الأساسي المستعمل في الشرابات، التي أوردها الرازي في كتابه هو الشراب، وأما الشراب فحسب ما يورده أطباء، ذلك الوقت وصيادلته فهو على النحو التالي:

أن نأخذ من السكر النقي عشرة أرطال فتكسر, وتوضع في دست مبيض, وتغمر في ماء قد ضرب فيه بياض بيضة واحدة، ويخلى حتى يذوب على نار هادئة، ويضرب في وعاء ماء آخر، وبياض بيضة ثانية مضروبة حتى يختلطا.

يغلى الجلاب فكلما غلي وفار، نضع عليه قليلا من هذا الماء، فيسكن فورانه ويجتمع ريمه فيقشط ذلك الريم, إلى أن ينقى من ريمه، وعلامة نقائه أن تبيض رغوته، ولا يبقى فيه تغير، ولا تزال تغليه كذلك إلى أن تنقطع رغوته.

 فروقه وصفيه من خرقة صوف, وأعده إلى الدست  ثانية, وخذ له قوام العقيد أو المشاش على قدر الفاكهة، التي تنزلها عليه واجعل عليه الفاكهة التي تريد، واتركه يغلي حتى يأخذ قوام الأشربة، التي يؤمن عليها الفساد وارفعه عن النار، واتركه حتى يسكن ثم أوعه في وعاء، ولا تملأه كثيرا فإنه يتغير لونه، ولا تغطه وهو ساخن فإنه يفسخه و يغير لونه.

إن طريقة التحضير السابقة، هي الطريقة العامة لتحضير هذا الشكل الصيدلاني في تلك الفترة، وقد استعمل فيها الجلاب لان الشراب المحضر هو للجلاب، وقد كان شائعا وقتها بشكل كبير.

أما التعريف الحديث لهذا الشكل الصيدلاني: 
الشراب: هو عبارة عن شكل صيدلاني سائل، ومركز السكر  في الماء، ومعد للاستعمال الداخلي. وأصل كلمة Syrups هو اللاتيني هو شراب باللغة العربية.

عند المقارنة بين الشكل القديم والشكل الحديث, نجد أن كلاهما يعتمد السكر والماء في تحضير هذا الشراب.     
أما مجموعة الوصفات التالية, والتي حضرها الرازي على شكل شرابات، معدة للاستعمال الفموي، ومتعددة الأغراض فتدل على شيوع هذا الشكل الصيدلاني، منذ القدم وسنسرد اغلب هذه الوصفات فيما يلي:

1- عند اخذ نبات لحية التيس ومزجه بالشراب، نحصل على شراب يستعمل لعلاج قروح المعي وقرحة المعدة.

2- نأخذ أصل نبات المو ونسحقه ومن ثم نغليه بالماء، يتشكل لدينا شراب يستعمل لتسكين الوجع العارض من احتقان الفضول في المثانة والكلى.

3- يستعمل من المصطكي أصل النبات وقشر ثمرته، حيث نطبخ هذين الجزئيين بالماء طبخا طويلا، ومن ثم نصفي الماء وحد حتى يصبح ثخينا كالعسل, إن شرب هذا الطبيخ نفع لنفث الدم و إستطلاق البدن...الخ.

4- نقشر الماش ونطبخه ومن ثم نقليه، بعد ذلك نطبخه مع البقلة التي تدعى الحماض ونجعله مع ماء الرمان والسماق، وهذا الدواء الناتج يعقل البطن ويسكن الحرارة.

5- مزمار الراعي نحضر منه شراب، وذلك بطبخه و يؤخذ الشراب الناتج عن هذا الطبيخ، ويستعمل لتفتيت الحصى.

6- نأخذ النطرون و نسحقه مع الكمون، ومن ثم يمزج الناتج مع الشراب أو بماء طبيخ السذاب و الشبث، ويستعمل هذا الشراب لتسكين المغص.

7- شراب اليبروح نحضره بطبخ أصوله بالشراب، إلى أن يذهب الثلث ثم يرفع أما الكمية المستعملة، فهي أوقية ونصف للسهر وتسكين الأوجاع.

8- يصنع من البلح شراب لعلاج الإسهال، وذلك بمزج بخل خمر عفص وشراب.

9- دهن النارجيل إذا شرب مع دهن نوى المشمش، أو الخوخ يستعمل للرياح العارضة في الظهر والوركين.

10- النعناع إذا شرب منه، طاقات بماء رمان حامض سكن القيء.

11- نأخذ أصول نبات النولميوس ونجعلها مع الشراب، فتنفع من وجع الورك، وقروح المعي وصلابة الطحال.    

بعض الشرابات تستعمل لغايات مثل التحريض على الإقياء، فالمويزج يستعمل لتقيء كيموس غليظ، وذلك بان نأخذ منه خمس عشرة حبة, وننعمها ثم نمزجها بماء القطران, ويؤخذ فيشرب.