ما هو الإيزونيازيد؟
الإيزونيازيد Isoniazid هو دواء مشتق من حمض الإيزونيكوتينيك (isonicotinic acid)، ويعرف كيميائياً باسم إيزونيكوتينيل هيدرازين (isonicotinyl hydrazine). تم اكتشافه في عام 1912، ولكن نشاطه المضاد الحيوي ضد السل لم يُعرف إلا بعد الحرب العالمية الثانية. يُعد الإيزونيازيد دواءً أوليًا (Prodrug)، أي أنه يصبح فعالاً بعد تنشيطه بواسطة إنزيم الكاتالاز-بيروكسيداز (catalase-peroxidase) الموجود في بكتيريا السل.
آلية عمل الإيزونيازيد:
يعمل الإيزونيازيد بشكل رئيسي عن طريق تثبيط تخليق حمض الميكوليك (mycolic acid)، وهو مكون أساسي لجدار الخلية البكتيرية في المتفطرات. هذا التثبيط يؤدي إلى إضعاف جدار الخلية وبالتالي موت البكتيريا، مما يجعله فعالاً بشكل خاص ضد بكتيريا السل سريعة الانقسام.
استخدامات الإيزونيازيد:
يستخدم الإيزونيازيد بشكل أساسي في:
- علاج مرض السل النشط: يُستخدم الإيزونيازيد دائمًا بالاشتراك مع أدوية أخرى مضادة للسل (مثل ريفامبيسين، بيرازيناميد، وإيثامبوتول) لضمان الفعالية القصوى وتقليل خطر تطور المقاومة الدوائية.
- الوقاية من مرض السل (العلاج الوقائي): يُستخدم الإيزونيازيد بمفرده للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالسل، مثل الأشخاص الذين تعرضوا لعدوى السل ولكن لم يطوروا المرض النشط بعد (السل الكامن)، أو الأشخاص ذوي المناعة الضعيفة.
الأشكال الدوائية والجرعات:
يتوفر الإيزونيازيد بأشكال صيدلانية مختلفة:
- أقراص فموية: بتركيزات 50 ملغ، 100 ملغ، 300 ملغ.
- شراب فموي: بتركيز 50 ملغ/5 مل.
- محلول للحقن: بتركيز 100 ملغ/مل للحقن الوريدي أو العضلي.
الجرعات (تختلف حسب الحالة والعمر والوزن، ويجب أن يحددها الطبيب):
- لعلاج السل النشط أو الكامن (كعلاج وحيد أو بالمشاركة مع ريفامبيسين يوميًا):
- الأطفال بوزن أقل من 30 كغ: 10 ملغ/كغ (بحد أقصى 300 ملغ يوميًا).
- الأطفال بوزن 30 كغ فأكثر والبالغين: 5 ملغ/كغ (بحد أقصى 300 ملغ يوميًا).
- لعلاج السل الكامن بالمشاركة مع ريفابنتين أسبوعيًا:
- الأطفال بوزن أقل من 30 كغ وبعمر أكبر من سنتين: 20-30 ملغ/كغ مرة واحدة في الأسبوع.
- الأطفال بوزن 30 كغ فأكثر والبالغين: 900 ملغ مرة واحدة في الأسبوع.
يُنصح بتناول الإيزونيازيد على معدة فارغة (قبل الوجبة بساعة على الأقل أو بعد الوجبة بساعتين) لتحسين الامتصاص.
الآثار الجانبية:
مثل جميع الأدوية، يمكن أن يسبب الإيزونيازيد بعض الآثار الجانبية، والتي قد تختلف في شدتها من شخص لآخر. من أهم الآثار الجانبية:
- السمية الكبدية (التهاب الكبد): يعتبر من أخطر الآثار الجانبية، وقد يؤدي إلى اليرقان (اصفرار الجلد والعينين). يجب مراقبة وظائف الكبد بانتظام أثناء العلاج. تزداد الخطورة مع التقدم في العمر وتناول الكحول.
- الاعتلال العصبي المحيطي: يسبب تنميلًا أو حرقانًا أو وخزًا في اليدين والقدمين. يمكن الوقاية منه أو التخفيف من حدته عن طريق تناول مكملات فيتامين B6 (البيريدوكسين) بالتزامن مع الإيزونيازيد، خاصة للمرضى المعرضين لخطر الإصابة به (مثل مرضى السكري، مدمني الكحول، الحوامل، ومرضى سوء التغذية).
- اضطرابات الجهاز الهضمي: غثيان، قيء، إمساك، إسهال، آلام في المعدة، فقدان الشهية.
- تفاعلات فرط الحساسية: طفح جلدي، حكة، حمى.
- أخرى: صداع، دوخة، جفاف الفم، حب الشباب، تساقط الشعر (عادة ما يختفي بعد انتهاء العلاج)، زيادة العطش والتبول.
موانع الاستعمال:
يُمنع استخدام الإيزونيازيد في الحالات التالية:
- فرط الحساسية المعروف للإيزونيازيد أو أي من مكوناته.
- أمراض الكبد الحادة أو التلف الكبدي الناجم عن الأدوية.
- التهاب المفاصل (في بعض الحالات).
- الأطفال أقل من سنتين (لبعض أنظمة الجرعات).
احتياطات وتحذيرات:
يجب استخدام الإيزونيازيد بحذر وتحت إشراف طبي في الحالات التالية:
- أمراض الكلى: قد تتطلب تعديل الجرعة.
- شرب الكحول: يزيد بشكل كبير من خطر تلف الكبد. يجب تجنب الكحول تمامًا أثناء العلاج.
- الحمل والرضاعة الطبيعية: يُصنف الإيزونيازيد ضمن الفئة C للحمل (يُستخدم فقط إذا كانت الفائدة تفوق المخاطر المحتملة)، ويُفرز في حليب الأم، لذا يجب استشارة الطبيب.
- المرضى الذين يتلقون أدوية أخرى مضادة للسل: لضمان التوافق الدوائي وتجنب التفاعلات الضارة.
- المرضى الذين يعانون من الصرع أو الاضطرابات النفسية: قد يؤدي الإيزونيازيد إلى تفاقم هذه الحالات.
- المرضى الذين يعانون من سوء التغذية أو نقص فيتامين B6.
التداخلات الدوائية:
يمكن أن يتفاعل الإيزونيازيد مع العديد من الأدوية، مما يؤثر على فعاليتها أو يزيد من الآثار الجانبية. من أهم التفاعلات الدوائية:
- الفينيتوين (Phenytoin): يزيد الإيزونيازيد من مستويات الفينيتوين في الدم، مما قد يتطلب تعديل جرعة الفينيتوين.
- الثيوفيلين (Theophylline): قد يزيد الإيزونيازيد من مستويات الثيوفيلين.
- بعض مضادات الفطريات الأزولية (مثل الإيتراكونازول والكيتوكونازول): قد يؤثر على أيض هذه الأدوية.
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (مثل الإيميبرامين).
- مثبطات أوكسيداز أحادي الأمين (MAOIs).
- الوارفارين (Warfarin): قد يزيد من تأثير الوارفارين المميع للدم.
- بعض الأطعمة: قد تسبب الأطعمة الغنية بالتيرامين أو الهيستامين (مثل الجبن القديم، النبيذ الأحمر، الأسماك المعلبة) تفاعلات مع الإيزونيازيد (بسبب تأثيره المثبط على إنزيمات معينة)، مما يؤدي إلى أعراض مثل الصداع، خفقان القلب، واحمرار الوجه.
ملاحظات هامة:
يجب على المريض إبلاغ الطبيب والصيدلي بجميع الأدوية التي يتناولها، بما في ذلك الأدوية بدون وصفة طبية والمكملات الغذائية.
عدم التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب، حتى لو تحسنت الأعراض، لأن ذلك قد يؤدي إلى انتكاسة المرض وتطور المقاومة الدوائية.
خلاصة:
الإيزونيازيد دواء فعال ومهم في مكافحة السل، ولكن يجب استخدامه بحذر وتحت إشراف طبي صارم لضمان سلامة المريض وفعالية العلاج.
التسميات
أدوية الجهاز التنفسي