مرض بوين (Bowen's Disease) هو شكل مبكر جدًا من سرطان الجلد، ويُعرف أيضًا بـ سرطان الخلايا الحرشفية الموضعي (Squamous Cell Carcinoma in Situ - SCC in situ). كلمة "موضعي" هنا تعني أن الخلايا السرطانية موجودة فقط في الطبقة الخارجية من الجلد (البشرة) ولم تنتشر إلى الطبقات الأعمق أو إلى أجزاء أخرى من الجسم.
ما هو مرض بوين؟
مرض بوين هو ورم بطيء النمو ينشأ من الخلايا الحرشفية الموجودة في الطبقة الخارجية من الجلد. على الرغم من كونه شكلاً من أشكال سرطان الجلد، إلا أنه نادرًا ما يكون خطيرًا إذا تم تشخيصه وعلاجه في وقت مبكر. إذا تُرك دون علاج لفترة طويلة جدًا، فقد يتطور في نسبة صغيرة من الحالات (حوالي 3-5%) إلى سرطان الخلايا الحرشفية الغازي، الذي يمكن أن ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
الأعراض والعلامات:
- حمراء اللون أو وردية، وقد يكون من الصعب رؤيتها على البشرة الداكنة.
- متقشرة أو متقشرة السطح.
- ذات حدود واضحة وغير منتظمة مقارنة بالجلد المحيط بها.
- مسطحة أو مرتفعة قليلاً.
- قد تكون متشققة أو متقرحة.
- بطيئة النمو وتستمر لشهور أو سنوات.
- في بعض الأحيان قد تكون حكة، ولكن ليس دائمًا.
- نادرًا ما تنزف، ولكن إذا حدث ذلك، فقد يشير ذلك إلى تطورها.
- الساقين السفلية (وهو الأكثر شيوعًا في المملكة المتحدة).
- الوجه والرقبة.
- اليدين.
أسباب وعوامل الخطر:
السبب الدقيق لمرض بوين ليس واضحًا دائمًا، ولكنه يرتبط ارتباطًا وثيقًا بعدة عوامل، أهمها:
- التعرض المفرط والمزمن لأشعة الشمس فوق البنفسجية (UV): سواء من الشمس أو من أسرة التسمير. هذا هو السبب الأكثر شيوعًا، ويزيد الخطر لدى أصحاب البشرة الفاتحة التي تحترق بسهولة.
- العمر: أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا.
- ضعف الجهاز المناعي: قد يحدث نتيجة لأمراض معينة (مثل فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز) أو تناول أدوية مثبطة للمناعة (مثل بعد زراعة الأعضاء).
- العلاج الإشعاعي السابق: للأمراض السرطانية.
- فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): خاصة بعض السلالات المرتبطة بالثآليل التناسلية، وقد يكون له دور في ظهور مرض بوين في المناطق التناسلية أو في اليدين والقدمين.
- التعرض المزمن للزرنيخ: بكميات عالية، مثل التعرض له في مياه الشرب الملوثة على المدى الطويل.
التشخيص:
عادةً ما يتم تشخيص مرض بوين عن طريق فحص سريري للجلد من قبل طبيب الأمراض الجلدية. لتأكيد التشخيص واستبعاد الحالات الجلدية الأخرى، سيقوم الطبيب غالبًا بإجراء خزعة (Biopsy)، وهي أخذ عينة صغيرة من الجلد المصاب وفحصها تحت المجهر.
العلاج:
نظرًا لأن مرض بوين هو شكل مبكر من سرطان الجلد، فإنه عادة ما يكون قابلًا للعلاج بشكل كبير. يعتمد اختيار العلاج على حجم وموقع البقعة، وعدد البقع، وصحة المريض العامة. تشمل خيارات العلاج الشائعة:
- الاستئصال الجراحي (Surgical Excision): يقوم الطبيب بإزالة البقعة بأكملها جراحيًا مع هامش صغير من الجلد السليم حولها. غالبًا ما يكون معدل النجاح فيه مرتفعًا جدًا.
- العلاج بالتبريد (Cryotherapy): يتم رش النيتروجين السائل شديد البرودة على البقعة لتجميدها وتدمير الخلايا السرطانية. قد يكون مؤلمًا قليلاً وقد تتقشر المنطقة المعالجة في غضون أسابيع.
- العلاج الموضعي بالكريمات (Topical Creams): مثل كريم 5-فلورويوراسيل (5-FU) أو كريم إيميكويمود (Imiquimod). تُطبق هذه الكريمات بانتظام على المنطقة المصابة لعدة أسابيع، وقد تسبب احمرارًا وتهيجًا في الجلد قبل أن تتحسن الحالة.
- العلاج بالكشط والكي الكهربائي (Curettage and Cautery): يتم كشط البقعة باستخدام أداة خاصة، ثم تُستخدم الحرارة (الكي الكهربائي) لإغلاق الأوعية الدموية وتدمير أي خلايا متبقية.
- العلاج الضوئي الديناميكي (Photodynamic Therapy - PDT): يتضمن تطبيق كريم خاص على المنطقة المصابة، ثم تعريضها لضوء خاص ينشط الكريم لتدمير الخلايا السرطانية.
- العلاج الإشعاعي: يُستخدم في حالات نادرة، خاصة عندما لا تكون الخيارات الأخرى مناسبة.
المآل والوقاية:
بشكل عام، مآل مرض بوين ممتاز، حيث إنه ينمو ببطء شديد ويستجيب بشكل جيد للعلاج. ومع ذلك، هناك خطر صغير (حوالي 3-5%) أن يتطور إلى سرطان الخلايا الحرشفية الغازي إذا لم يُعالج. حتى بعد العلاج، هناك احتمال بسيط لعودة المرض (حوالي 1 من كل 10 حالات)، لذا يُنصح بالمتابعة الدورية مع الطبيب.
- حماية الجلد من الشمس: ارتداء ملابس واقية، وقبعات عريضة الحواف، واستخدام واقي شمسي بمعامل حماية عالي (SPF 30 أو أعلى) بانتظام، وتجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة (من 10 صباحًا إلى 4 مساءً).
- تجنب أسرة التسمير.
- فحص الجلد بانتظام: ملاحظة أي تغيرات جديدة أو بقع مشبوهة واستشارة الطبيب فورًا.
إذا لاحظت أي بقعة جلدية حمراء ومتقشرة لا تلتئم أو تتغير في مظهرها، فمن المهم جدًا زيارة طبيب الأمراض الجلدية للتشخيص والعلاج المناسب.