أنواع الالتهابات المعوية.. الفيروسية. البكتيرية. الطفيلية



تعرف الالتهابات المعوية بأنها التهابات تصيب الأمعاء وتؤدي إلى أعراض هضمية متعددة، من ضمنها ما يلي:
- الإسهال.
- الآلام البطنية.
- الغثيان.
- فقدان الشهية.

وتعتبر الفيروسات والبكتيريا المسببين الرئيسين لإصابة البالغين بالالتهابات المعوية. أما عن الأطفال، فالأسباب الشائعة هي الفيروسات والبكتيريا (التسمم الغذائي) والطفيليات. ويمكن تفصيل ذلك كما يلي: 

الالتهابات المعوية الفيروسية:
تمتلك الفيروسات قدرة شديدة على الانتقال من شخص إلى آخر. وعادة ما يتم هذا الانتقال عن طريق الأيدي غير المغسولة أو عن طريق التلامس القريب مع المصاب، كمشاركته الطعام أو الأواني، على سبيل المثال.

وتجدر الإشارة إلى أن الالتهابات المعوية الفيروسية عادة ما تنتقل بسهولة كبيرة في المؤسسات والأماكن التي يعيش فيها الأشخاص بشكل قريب من بعضهم البعض، وذلك كما يحدث في دور الرعاية والمدارس والسفن السياحية وإسكانات الجامعات والسجون والمخيمات، على سبيل المثال.

كما ويمكن أن تنتقل الفيروسات عند لمس براز الشخص المصاب أو لمس سطح ملوث به.
لذلك، فإن الأشخاص الذين يقدمون الخدمات الطبية والذين يعملون في دور حضانات الأطفال يكونون شديدي العرضة للإصابة بالالتهابات المعوية الفيروسية،خاصة أولئك الذين لا يهتموا بغسل أيديهم جيداً بعد تغيير حفاضات الأطفال المتسخة أو أوعية التبول الموجودة في الفراش أو مفارش الحمامات.

ومن ضمن الأساليب الأخرى التي ينتقل الفيروس من خلالها هي الانتقال عبر الطعام أو الماء، وخاصة ماء الشرب.

كما ويمكن أن ينتقل عن طريق الأشخاص الذين يعملون في إعداد الطعام إن لم يتبعوا الإجراءات الصحية السليمة في تحضير وتقديم الوجبات، سواء أكان ذلك في االمنازل أو في المطاعم والكافيتيريات والمستشفيات وغير ذلك.

ويعتبر الأطفال الصغار (وخاصة الذين بدأوا للتو بتعلم قواعد النظافة الصحيحة) شديدي العرضة للإلتهابات المعوية الفيروسية.

حيث أن الطفل قد يقوم بلمس حفاضة ملوثة (خاصة به أو بأحد الأطفال الآخرين) أو قد ينسى غسل يديه بعد استخدام الحمام أو قد يضع إصبعه الملوث في فمه أو قد يقوم بقضم أظافره أو قد يعض أو يمص اللعب الملوثة بأيدي أطفال آخرين مصابين.

كما وأن الآباء أو الأشخاص العاملين في دور رعاية الأطفال قد يقوموا بنقل الفيروس من طفل إلى آخر، وخاصة إن لم يقوموا بغسل أيديهم بشكل جيد بعد تغيير حفاضات الأطفال.

وفي حال كان الشخص نفسه مصاباً بالإلتهابات المعوية الفيروسية، فيمكن أن ينقل الفيروس للأطفال إن قام بإعداد الطعام لهم دون أن يغسل يديه.

الالتهابات المعوية البكتيرية (التسمم الغذائي):
تنتقل البكتيريا المسببة للالتهابات المعوية عن طريق التلامس القريب مع المصاب أو عن طريق الطعام أو الشراب الملوث.

كما وأن السموم التي تنتجها البكتيريا الموجودة في الطعام الذي لم يتم إعداده أو تخزينه بالشكل الصحيح قد تسبب هذا الالتهاب في بعض الأحيان.

فإن تناول الشخص هذا الطعام الملوث، فهو سيعاني من أعراض المرض بسبب البكتيريا نفسها أو بسبب السموم التي تنتجها هذه البكتيريا.

وتبدأ الأعراض الناتجة عن سموم البكتيريا بالظهور خلال عدة ساعات.
أما الأعراض الناتجة عن البكتيريا نفسها، فهي تبدأ بالظهور خلال عدة أيام.

وعادة ما يكون كلا النوعين من الالتهابات المعوية (الفيروسية والبكتيرية) بسيطين وقصيري المدة لدى الأشخاص الأصحاء أصلا، لدرجة أن العديد من الحالات لا تحتاج إلى التدخل العلاجي. أما لدى كبار السن أو من لديهم مناعة ضعيفة، فقد يسبب الالتهاب المعوي لهم حالات من الجفاف بالإضافة إلى بعض المضاعفات الخطيرة الأخرى.

إلا أنه لابد من الإشارة إلى أن بعض أنواع البكتيريا القوية تسبب أحيانا حالات خطيرة من التسمم الغذائي الذي يتسبب في ارتفاع درجة الحرارة وظهور أعراض أخرى، من ضمنها المغص الشديد والإسهال المصحوب بالدم، حتى لدى الأشخاص من ذوي البنية القوية.

أما لدى الأطفال، حتى وإن كانوا أصحاء البنية، فإن أنواع عديدة من البكتيريا القوية يمكن أن تسبب لهم حالات شديدة من التسمم الغذائي الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة والجفاف وأعراض أخرى للالتهاب المعوي الشديد. 

الالتهابات المعوية الطفيلية:
تنتقل الطفيليات للأطفال عن طريق الأيدي المتسخة أو الأسطح الملوثة، والتي تتضمن الألعاب وأدوات الحمام، وكذلك عن طريق الماء والطعام الملوثين. 

ويقدر عدد حالات الوفاة التي تسببها الالتهابات المعوية بين الأطفال بـ 3-5 مليون حالة سنوياً حول العالم، وغالبية هذه الحالات تحدث في الدول النامية التي تعاني من قلة النظافة والرعاية الصحية.

ومعظم هؤلاء الأطفال يتوفون بسبب الجفاف الشديد الناتج عن الإسهال الشديد والاستفراغ وعدم تناول السوائل بشكل كافٍ.