زراعة البنكرياس.. تطوير هرمون الأنسولين واستخدامه كدواء ناجح لتفادي المضاعفات الثانوية المصاحبة للسكر



زراعة البنكرياس:

في بداية القرن كان متوسط بقاء مرضى السكر على قيد الحياة في حدود سنتين فقط من بداية تشخيصهم بالنوع الأول من السكر.

من مرش مميت إلى مرض مزمن:

وقد أدى تطوير هرمون الأنسولين واستخدامه كدواء ناجح إلى إحداث ثورة عظيمة في علاج المرضى المصابين بالسكر وتحويله من مرض يؤدي إلى الوفاة بسرعة إلى مرض مزمن.

وللأسف الشديد فإن تطويل عمر مريض السكر مع بقاء المرض أدى إلى ظهور المضاعفات الثانوية المصاحبة للسكر والتي تشمل فشل الكلى، واعتلال الأعصاب وشبكية العين، والمضاعفات الأخرى على الشرايين الصغيرة والكبيرة.
وهذه المضاعفات تحدث بعد 10 – 20سنة من بدء الإصابة بمرض السكر.

مضاعفات تؤدي إلى زراعة البنكرياس:

وكثير من المرضى المصابين بالنوع الأول من السكر يتم التحكم بمستوى السكر لديهم عن طريق الرياضة والتغذية وإعطاء حقن الأنسولين.

ولكن بعض المرضى يجدون صعوبة في ضبط مستوى السكر لديهم باستخدام تلك الطرق وينتج عن ذلك مضاعفات خطيرة على المدى القصير والبعيد.

وقد تكون زراعة البنكرياس البديل الناجح للمرضى المصابين بالنوع الأول المتقدم من السكر الذين لا يستجيبون بصورة جيدة للعلاج بالأنسولين والذين تظهر عليهم مضاعفات خطيرة بسبب المرض.
وتهدف عملية زراعة البنكرياس إلى تحسين النوع الأول من مرض السكر وعدم الاعتماد على الأنسولين.

أول عملية زراعة بنكرياس:

وقد تمت زراعة أول بنكرياس في العالم عام 1966م بواسطة الدكتور ريتشارد ليليهي (Richard lillehei) من جامعة مينيسوتا في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تمت زراعة بنكرياس مع الكلى في نفس الوقت بنجاح.

ثم تلى ذلك زراعة البنكرياس مع الكلى والإثني عشر لمريضة تبلغ من العمر 28 سنة.
وبالرغم من انخفاض مستوى السكر في دمها مباشرة بعد عملية الزراعة إلا أنها توفيت بعد ثلاثة أشهر بسبب مشاكل في الرئة.

وفي عام 1979م تم زراعة أول جزء من البنكرياس من الأشخاص المتطوعين الأحياء.
وقد كانت تلك العمليات تعتبر في مرحلة التجارب حتى العام 1990م. وفي الوقت الحاضر فإن زراعة البنكرياس تعتبر مقبولة علاجياً.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية يوجد حالياً ما يقارب من 100 مركز طبي لزراعة البنكرياس يتم بها ما يقارب من 1400 حالة زراعة بنكرياس سنوياً.

ويعتبر هذا العدد محدود جداً بسبب قلة الأعضاء التي يتم التبرع بها من قبل الأشخاص المتوفين لغرض الزراعة.