غيبوبة السكر الكيتونية.. ارتفاع لمستوى سكر الجلوكوز في الدم وعدم استفادة الخلايا منه بسبب غياب هرمون الانسولين

تحدث غيبوبة السكر الكيتونية غالباً في النوع الأول من مرضى السكر نتيجة للنقص الكامل أو شبه الكامل للأنسولين في الجسم.

وينتج عن ذلك ارتفاع لمستوى سكر الجلوكوز في الدم وعدم استفادة الخلايا منه بسبب غياب هرمون الانسولين.

ويضطر الجسم في هذه الحالة إلى تكسير الدهون المخزونة بالجسم بواسطة الكبد لتوليد الطاقة بدلاً من الجلوكوز.

وينتج عن هذا تكوين الأجسام الكيتونية في الكبد وهذه تؤدي إلى عدم التوازن في ميزان الحموضة والقلوية بالجسم مسببة زيادة في أحماض الكيتون وهي الأسيتون acetone وحمض أسيتوأسيتيك acetoacetic acid  وحمض بيتا هيدروكسي بيوتيرك β- hydroxybutyric acid.

وهذه تسبب حموضة الدم حيث لا يستطيع الكبد أكسدة هذه الأحماض الدهنية كما
يحدث في الظروف الطبيعية وذلك بسبب نقص الانسولين.
وهذه العناصر سامة ويجب التخلص منها ومنع تراكمها في الدم.

وتساهم الكلى في إفراز تلك العناصر في البول وأما الرئتين فتخرجها عن طريق الزفير معطية رائحة الأسيتون المميزة مع النفس.

وخروج الأسيتون مع السكر في البول يسبب فقدان كبير لماء الجسم مع قليل من الأملاح فتنخفض نسبة البوتاسيوم والفوسفات بالجسم.

ونتيجة لفقدان السوائل من الجسم يصاب المريض بالجفاف فيشعر بالعطش الشديد مع جفاف الحلق واللسان والجلد.
كما أن التنفس يكون سريعاً وعميقاً.

ويشعر المريض بانحطاط في قواه.
وحموضة الدم تسبب ضعف ضربات القلب واتساع الأوعية الدموية الطرفية.

وكذلك فان نقص كمية الدم بسبب فقد السوائل يؤدي إلى الهبوط الحاد في ضغط الدم والصدمة.
ومع تزايد عناصر الكيتون في الدم تفشل الكلى في التخلص منها فتتراكم بالدم وتحدث الغيبوبة.

وهذه الغيبوبة تحتاج لعدة أيام أو أسابيع لظهورها.
وخلال هذه الفترة تحدث أعراض تحذيرية كثيرة وهي العطش الشديد وكثر التبول يعقبها شعور بالإعياء والتعب لأقل مجهود ونقص الوزن بسبب حرق الدهون وفقد السوائل.

وتقل الشهية للطعام مع الشعور بالغثيان وأحياناً القيء وآلام شديدة في البطن والدوار والصداع وتزيد سرعة التنفس وعمقه مع رائحة الاسيتون ويبدأ بعدها المريض في فقد الوعي مع الإحساس بالهبوط والخفقان وانخفاض الحرارة إلى أن يدخل في الغيبوبة.

وغيبوبة السكر الكيتونية خطيرة جداً حيث أنها قد تؤدي بحياة المريض إذا لم تعالج بسرعة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال