حرب الجهاز المناعي ضد الأجسام الغريبة.. تولد الأجسام المضادة في الجسم نتيجة تعرف الخلايا الليمفاوية الخاصة على بروتين غريب



حرب الجهاز المناعي ضد الأجسام الغريبة:

إن التفاعل المناعي -بين الأنتيجن (antigen) أو البروتين الغريب (foreign protein) وبين الجسم المضاد (antibody)- هو تفاعل شديد الخصوصية.
بمعنى أن الجسم المضاد لا يتفاعل إلا مع الأنتيجن الذي أحدث وجوده فقط.

الإصابة بالحصبة:

فعندما يصاب إنسان ما بمرض مثل الحصبة فإنه تتكون في جسمه -نتيجة لذلك- أجسام مضادة لميكروب الحصبة تواجه وتحارب أي اجتياح آخر للجسم من نفس الميكروب، فلا يصاب نفس الإنسان بمرض الحصبة مرتين.

ويقال هنا إنه اكتسب مناعة (immunity) ضد الحصبة.
لكن وجود هذه الأجسام المضادة في جسم هذا الإنسان لا تكفل له مناعة ضد الإصابة بعدوى ميكروبية أخرى غير الحصبة.
فقد يصاب مثلاً بالغدة النكفية أو بالسعال الديكي أو غيرها من العدوى والإصابات الميكروبية المختلفة.

تفاعل الجسم المضاد مع البروتين:

إن الإصابة بمرض ما تكون محصنة للجسم ضد نفس الميكروب (الأنتيجن)، إلا إذا كان هناك ميكروب آخر شديد الشبه في تكوينه بالميكروب الذي أحدث تولد الجسم المضاد.

في هذه الحالة يتفاعل الجسم المضاد مع البروتين - الشبيه - الآخر بكفاءة تتوافق مع درجة تشابهه وتقاربه من الأنتيجن الذي أحدث وجود الجسم المضاد في البداية.
هذه الأجسام المضادة (antibodies) تتولد في الجسم نتيجة تعرف الخلايا الليمفاوية الخاصة على بروتين غريب في داخل الجسم (the recognition of non-self or foreign protein).

خلل في التعرف المناعي:

أما في حالة حدوث خلل ما في التعرف المناعي المميز لبروتين الجسم عن البروتين الغريب عنه، فقد تقوم الخلايا المناعية بإعداد جيش من الأجسام المضادة الذاتية (autoantibodies) لمحاربة أحد بروتينات الجسم (self protein).

وينشأ عن ذلك أمراض يسببها هذا الخلل في الجهاز المناعي (immunologic diseases).
لكن هذا مخالف للطبيعة التي تعمل من خلالها الخلايا الليمفاوية المناعية في الحالات العادية من أجل مهاجمة وإزالة السموم والأجسام الغريبة التي تجد طريقها إلى الجسم عن طريق العدوى أو الحقن أو عض الحشرات أو غيرها.