خطة الجهاز المناعي عند حدوث الإصابة.. تنشيط الخلايا المناعية. الوظيفة المناعية. نهاية الدور الدفاعي للجهاز المناعي



خطة الجهاز المناعي عند حدوث الإصابة:

نحاول هنا أن نوضح الدور الدفاعي للجهاز المناعي عند التعرض للإصابة، وكيفية مواجهتها والتعامل معها، والمراحل التي تمر بها حتى العودة بالعضو المصاب إلى الحالة  التي كان عليها قبل التعرض للإصابة.

مراحل التعرض للإصابة:

1- الإصابة:

عند حدوث إصابة، سواءً كانت كدمة نتيجة الصدمة أو الاحتكاك أو لحركة مفاجئة أكبر من المدى المحتمل للعضو مثل حالات الشد أو التمزق العضلي أو مثل الجزع أو التمزق في الأربطة أو الأوتار، مما ينتج عنه نزيف داخلي ناتج عن التهتك في الأنسجة وفي الأوعية الدموية.

وفي هذه الحالة يخرج الدم من مساره الطبيعي مكوناً جسماً غريباً (أنتيجين) يؤدي إلى خلل في مكان الإصابة، ويؤدي إلى تقليل أو توقف عمل العضو في أدائه للحركة، وهذا ما يظهر في شكل ورم وتغير لون الجلد وعدم القدرة على الأداء والألم أثناء الضغط مكان الإصابة، مما يؤدي إلى عدم قدرة الشخص على الأداء، مما يقلل من فاعلية الأداء.

2- تنشيط الخلايا المناعية:

مع بداية حدوث الإصابة وظهور الأنتيجين في الجسم، فإن الخلايا الأكولة تتصدي لها ثم تحيط وتلتهمه.
وإذا لم تستطع حسب شدة ودرجة الإصابة والأنتيجين المتكون عنها، فإنها تقوم بالتعرف عليه، ثم تحملة الخلايا الملتهية "ماكروفاج"، وتقدمه إلى الخلايا الليمفاوية التائية المساعدة، مصاحباً للبصمة الجينية لها MHC.

ويكون هذا بمثابة إنذار لكل خلايا الجهاز المناعي، بأن هناك جسماً غريباً دخل بيئة الجسم ويبدأ دور خلايا الجهاز المناعي حسب نوع هذا الأنتيجين في التصدي له حتى عودة الجزء المصاب إلى ما كان عليه، وحسب نوع الأنتيجين تقوم الخلايا (ب) بإفراز الأجسام المضادة التي تتشابه في تركيبها مع تركيب الجزء الغريب المكون الأنتيجين، والتي تبدأ في التصدي له حتى توقف نشاطه ثم تقضي عليه.

3- الوظيفة المناعية:

وبعد ذلك تبدأ الخلايا البالغة "المكروفاج" في إفراز السيتوكينات، وهذه المواد بعضها يستخدم في تنشيط خلايا الجهاز المناعي، وبعضها له تأثير على إيقاف نشاط الجسم الغريب ومنها (الانترليوكين والانترفيرون.. الخ).

وهكذا نجد أن السخونة التي تحدث لمكان الإصابة، إنما هي ضمن وسائل الدفاع التي يستخدمها الجهاز المناعي.
وبعد أن تتمكن خلايا الجهاز المناعي من السيطرة على التفاعلات الناتجة، يعود دور السيتوكينات في تحويل الخلايا الأكولة إلى ملتهم لنواتج هذه الإصابة.

4- نهاية الدور الدفاعي للجهاز المناعي:

يتم هذا من خلال تنشيط نوع آخر من الخلايا التائية يسمي NK eells، أو الخلايا القاتلة الطبيعية، ويشارك فيها جهاز المكمل Complement يسهل ابتلاع الأنتيجين الناتج عن الإصابة، وتفرز مواد كيماوية تسهل قتله والتخلص منه وعودة العضو المصاب إلى حالته بالتدرج، ثم تقوم الخلايا التائية المثبطة Ts بإرسال إشارات كيميائية من خلال  السيتوكينات لتثبط نشاط الجهاز المناعي، بعد التخلص من مخلفات إصابة أو الأجسام الغريبة (ميكروبات، فيروسات.. الخ) في حالة الإصابة بالأمراض، وذلك حتى لا تقوم خلايا الجهاز المناعي بمهاجمة بعضها البعض، وتؤدي إلى إصابات بالغة لا يمكن علاجها، وهذا ما يحدث في حالات أمراض المناعة الذاتية، حيث ينشط الجهاز المناعي، ويوجه هجومه ضد أحد أعضاء الجسم.