الانسحاب المادي (الانطواء).. عدم الرغبة في المشاركة الاجتماعية والانصراف إلى عالم خاص ليس فيه احتكاك مع العالم الخارجي إلا نادرا



الانسحاب المادي (الانطواء):
كعدم الرغبة في المشاركة الاجتماعية، والانصراف إلى عالم خاص ليس فيه احتكاك مع العالم الخارجي إلا نادرا، وهذه الصفة التي يتصف بها كثير من الأفراد الانطوائيين.
وقد يهرب المتأزم من موقفه ويلتمس راحته في أحلام يقظته أو في الخمر، أو في المخدرات، أو في الإسراف في العمل، أو في المذاكرة ليلا نهارا ليشتغل بها عن مواجهة مشاكله، وهذا ما يعرف بالاحتماء بالعمل.
هذا الشخص المحتمي بالعمل يكون علاجه أصعب من علاج الشخص العدواني، لأنه يصعب إعادة تكيفه للمجتمع، وذلك لعدم اكتسابه المهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع الناس.
وقد يحدث الانسحاب في صورة تقهقر من مرحلة من النضج إلى مرحلة سابقة (نكوص)، أو قد يحدث الانسحاب بإنكار الصراع كلية وكأن شيئا لم يكن، وذلك بإبطال مفعول الصراع، أو محوه.
ومن الملاحظ أن جميع الأساليب الانسحابية يصاحب أغلبها حيلة التبرير، التي تفسر كل التصرفات تفسيرا منطقيا، يبدو لأول وهله بأنه معقول، في حين أن التبرير تكملة لمحاولة الانسحاب.
ويعتبر الانسحاب في الوقت المناسب ومع تقدير الموقف بطريقة سليمة من أفضل الحيل الدفاعية، وخاصة إذا لم يبالغ فيه.
وهذا عبر عنه المثل القديم: "الهرب نص الشطارة"، و "إن جار عليك جارك، حول باب دارك".
ولكن إن كان الانسحاب في غير موضعه ، وأصبح عادة عند الفرد، فيفقده بصيرته، وقد يؤدي به إلى المرض النفسي.
لذا يمكن القول أن مواجهة الواقع مهما كان مؤلما، ومهما كانت الامكانيات الشخصية قليلة، أفضل من اللجوء للانسحاب أو الهروب، وهذا مصداق للمثل الآخر "ضرب الطوب ولا الهروب".