عقار ثيازوليدينديون:
آلية العمل:
تعمل الثيازوليدينديونات عن طريق الارتباط بمستقبلات نووية معينة تسمى "مستقبلات جاما المنشطة لتكاثر البيروكسيسوم" (Peroxisome Proliferator-Activated Receptor gamma - PPAR-γ). توجد هذه المستقبلات بشكل أساسي في الخلايا الدهنية، وتلعب دورًا مهمًا في تنظيم استقلاب الجلوكوز والدهون. عند تنشيط هذه المستقبلات، تؤدي الثيازوليدينديونات إلى:
- زيادة حساسية الأنسجة الطرفية للأنسولين: خاصة في العضلات والأنسجة الدهنية والكبد، مما يساعد الخلايا على امتصاص الجلوكوز من الدم بشكل أكثر فعالية.
- تقليل إنتاج الجلوكوز في الكبد: عن طريق تقليل استحداث الجلوكوز (عملية تصنيع الجلوكوز في الكبد).
- تغيير توزيع الدهون في الجسم: تعمل على تعزيز تكون الخلايا الدهنية الأصغر والأكثر حساسية للأنسولين، وتقليل الأحماض الدهنية الحرة في الدورة الدموية، والتي يمكن أن تساهم في مقاومة الأنسولين.
- زيادة مستويات الأديبونكتين: وهو هرمون تفرزه الخلايا الدهنية وله تأثيرات إيجابية على حساسية الأنسولين والالتهاب.
بسبب آلية عملها، فإن التأثير الكامل للثيازوليدينديونات على خفض مستويات السكر في الدم قد يستغرق بعض الوقت (عادة من 6 أسابيع إلى 6 أشهر).
الاستخدامات:
تستخدم الثيازوليدينديونات بشكل رئيسي في علاج داء السكري من النوع الثاني، إما كعلاج وحيد أو بالاشتراك مع أدوية أخرى لمرض السكري مثل الميتفورمين أو السلفونيل يوريا أو الأنسولين. كما يمكن أن تستخدم في بعض حالات متلازمة تكيس المبايض لتحسين مقاومة الأنسولين.
أمثلة على الثيازوليدينديونات:
- بيوجليتازون (Pioglitazone): وهو الأكثر شيوعًا حاليًا.
- روزيجليتازون (Rosiglitazone): تم تقييد استخدامه أو سحبه من بعض الأسواق بسبب مخاوف تتعلق بالقلب، على الرغم من أن الدراسات اللاحقة قد خففت من بعض هذه المخاوف.
الآثار الجانبية:
على الرغم من فعاليتها، فإن الثيازوليدينديونات يمكن أن تسبب بعض الآثار الجانبية، ومن أهمها:
- احتباس السوائل (الوذمة): وهذا يزيد من خطر الإصابة بفشل القلب أو تفاقمه، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل في القلب.
- زيادة الوزن: بسبب احتباس السوائل وزيادة تخزين الدهون.
- زيادة خطر الكسور العظمية: خاصة لدى النساء بعد سن اليأس.
- مشاكل في الكبد: على الرغم من أنها نادرة، فقد تم الإبلاغ عن حالات التهاب الكبد وارتفاع إنزيمات الكبد.
- الوذمة البقعية (تورم في شبكية العين): مما قد يؤثر على الرؤية.
- قد يكون هناك ارتباط طفيف بزيادة خطر الإصابة بسرطان المثانة: وقد أثار ذلك جدلًا حول البيوجليتازون، لكن الأدلة لم تكن كافية لسحبه من السوق.
يجب على الأطباء تقييم المخاطر والفوائد بعناية عند وصف الثيازوليدينديونات، خاصة للمرضى الذين لديهم تاريخ من مشاكل القلب أو عوامل خطر لكسور العظام.