آلية عمل الأنسولين.. امتِصاص خلايا الجسم للجلوكوز اعتمادا على جزئيَّات ناقلة تنقله من الدَّم لداخل أغشِيَتها لإمدادها بالطاقة



آلية عمل الأنسولين:

تفرز خلايا (بيتا) بالبنكرياس الأنسولين، وتعريفنا لمرض السكر نَجده: هو ارتفاع دائم للسكر في الدَّم، ودرجة ارتِفاعه ترتبِطُ مُباشرةً بقُصورٍ في إفْراز الأنسولين من البِنْكرياس، أو القصور في فاعليَّته، وعندما يصِلُ هذا القصور إلى حدٍّ شديدٍ وحرِج، فإنَّ ثمَّة أعراضًا تظهر، ومن بينها كثرة التبوُّل ولا سيَّما باللَّيل، والعطش الشَّديد مع فقدان في الوزن، والشعور بالإعياء مع بقاء الشهيَّة للطَّعام، ولو كان القصور في إفراز الأنسولين متوسطًا، فإنَّ هذه الأعراض قد لا تظهر.

وظيفة خلايا (بيتا):

وإذا زاد معدَّل السكر بالدم لدى الشخص العادي، قبل خلايا (بيتا) التي تفرز الأنسولين - تزيد من كمياته لاستِهْلاك السكر، وعندما يستهلك ويهبط معدَّله بالدَّم، تتوقَّف خلايا (بيتا) عن الإفراز، وإذا زادتْ كميَّة الأنسولين عن الحاجة، فهذا معناه استِهْلاك كميات كبيرة من السكر بالدم، فيجوع المخ والأعصاب التي تتغذى خلاياهما عليه ويتعرَّضان للتلف.

غيبوبة نقص السكر في الدم:

والمريض قد يتعرَّض لغيبوبة نقْص سكر حادٍّ تُفْضِي إلى موْتِه، وعندما يكون تركيز الأنسولين منخفضًا بسبب عدم كفاءة البِنْكرياس، أو أنَّ تركيزه عالٍ، ولا يقوى على استِهْلاك السُّكَّر، فيرتفع معدَّل سكر الجلوكوز بالدَّم، فيقوم برفْع قُدْرَة الدَّم على اجْتِذاب الماء من الأنسجة لتخفيفِه، وعلى الكلى إفراز الماء والسكر أوَّلاً بأوَّل، وهذا قد يعرِّض المريض إلى غيبوبة قد تفضي إلى موته.

آلية امتصاص خلايا الجسم للجلوكوز:

وامتِصاص خلايا الجسم للجلوكوز ليس مهِمَّة سهْلة كما تبدو؛ لأنَّه يعتمِدُ على جزئيَّات ناقلة تنقله من الدَّم لداخل أغشِيَتها لإمدادها بالطاقة؛ ولهذا يقوم الأنسولين بِهذه العمليَّة الحيويَّة، وهذه النَّاقلات للجلوكوز تُوجَد في خلايا الدَّم الحمراء، ويقوم الأنسولين بتحريكها تِجاه أغشية الخلايا، فعندما ينخفِضُ معدَّل الأنسولين، أو معدَّل الجلوكوز بالدم، فهذه الناقلات تغيّر اتجاهها بالدم.

أسباب مرض السكري:

ولا يعتبر الطعام المتَّهم الوحيد في ظهور مرض السكر، فهناك عدَّة عوامل، من بينها: قلَّة أو عدم إفراز الأنسولين، والعوامل النفسية والعاطفية، والقلق والخوف، والغضب والحزن والأسى، فهذه عوامل تُساهم في ظهوره، وفي هذه الحالة لا يَكْفِي الطَّعام وإعطاء الأنسولين في التغلُّب على المرض.

هرمون النمو وإجهاد البنكرياس:

وقد يكون سببه زيادة إفْراز هرمون النُّموِّ؛ لهذا يظهر بسبب العلاج بِهرمون (ACTH)، أو في المراحل النشطة لظاهرة العملقة، والبدناء أو الشُّبان الذين يعانون من مرض السكر الكيتوني.

فرغم وجود الأنسولين بدمائهم؛ إلا أنَّهم يعانون من حالة تضادٍّ ضدَّ مفعول الأنسولين، فكلَّما ارتفع معدَّل الجلوكوز لديهم، كلَّما أفرز البنكرياس كميات كبيرةً؛ للتغلُّب على هذا الارتفاع في السكر دون طائل، ممَّا يُجْهد البنكرياس، وقد يتوقف عن الإفراز للأنسولين.

التخلص من البدانة:

إلاَّ أنَّ البدناء بعد التَّخسيس يُمْكِنهم الاستفادة بالأنْسولين الطبيعي في دمائِهم بشكْلٍ ملْحوظ؛ لأنَّ هناك علاقةً وثيقةً بين الجلوكوز والأحْماض الدهنِيَّة بالدَّم؛ لأنَّ زيادَتَها تتدخَّل في عمل الأنسولين، فَهُناك أنسجة مقاومة للأنسولين، وهذه مرتبطة بالبدانة وارتفاع ضغط الدم.

اختلال التمثيل الغذائي:

وقد يُعاني مريض السُّكَّر من خلل في التَّمثيل الغذائي داخلَ الجسم؛ فلِعَدم إفْراز الأنسولين بكميَّات كافية لاستِهلاك السُّكَّر، ولعدم استِغْلاله ينزل الجلوكوز بالبَوْل؛ ممَّا يَجعل الجسم يلْجَأُ إلى بروتينات العضلات فيكسرها للحصول منها على الجلوكوز والطاقة؛ لهذا ترتفع نسبة (اليوريا) بالدم والبول، ويظهر على المريض النقرس.

أدويو ترفع أو تخفض مستوى السكر في الدم:

وهناك بعض العقاقير ترفع السكر بالدم كالكورتيزونات والكافيين (بالشاي والقهوة والشيكولاتة والكولا)، ومدرَّات البول والهرمونات الأنثويَّة في أقْراص منع الحمل.

كما توجد أدوية تخفض السكر بالدم غير الأدوية المخفّضة للسكر، ومنها الأسبرين والسلفا بكافَّة أنواعها، والباربيتيورات، كما أنَّ الصيام والتمارين الرياضية والمشي كلها تخفض السُّكَّر بالدَّم.