حكم الإقدام على عملية ترقيع الجلد في الإسلام.. كما يتدخل الطب لإنقاذ حياة المصاب فكذلك له أن يتدخل لإزالة التشوه



لبيان حكم الإقدام على عملية ترقيع الجلد في الإسلام ينبغي ذكر ما يلي:

أولاً:
أن حكم هذه العملية لا يوجد فيه نص واضح لا من القرآن ولا من السنة ولا من اجتهاد المجتهدين ذلك أنها أمر حدث يستوجب العودة إلى منابع الشريعة.

ثانياً:
الـقـرآن الـكـريم أشـار إلى أن تـبـديـل الجـلـد المحـترق بجلد سالم أمر ممكن.
قال تعالى: "كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب".
ومتعلق القدرة الإلهية هو الممكن، وما هو في دائرة الإمكان داخل في دائرة الأحكام التكليفية.

ثالثاً:
إن القيام برد التالف من الجسم قد قام به النبي صلى الله عليه وسلم.
فقد روى ابن اسحـق والبيهقي بسندهما إلى سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما أنه في غزوة أحد أصيبت عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنتيه، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي امرأة أحبها وأخشى إن رأتني تقذرني. فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وردها إلى موضعها وقال اللهم اكسه جمالاً فكانت عينه المردودة أحسن عينيه وكانت أيضاً أحدُّهما نظراً ولا ترمد إذا رمدت الأخرى.
فلو كان رد التالف من الجسم غير مشروع لم يفعله صلى الله عليه وسلم.

رابعاً:
إن حفظ الحياة ومسؤولية كل فرد عن مراعاتها أمر ضروري من ضروريات الدين.
وبما أن الجلد أحد وظائفه الحفاظ على الحياة فإن القيام بذلك يكون واجباً حتماً متى تحقق للممارس المستوى العلمي والمعطيات المساعدة وكانت الإصابة مهددة لبقاء حياة المصاب.

خامساً:
إذا كان حفظ الحياة ضرورياً فإن سلامة الإنسان من التشوه حاجِيّ إذ التشوه يوقع صاحبه في حرج، ويعوقه في اندماجه مع المجتمع.
ويتبع ذلك التأثير النفسي السيئ خاصة إذا كان في الأعـضاء الـظـاهـرة.
ولذا فـإنه كما يتدخل الطب لإنقاذ حياة المصاب فكذلك له أن يتدخل لإزالة التشوه، وفي الحديث السابق ما يشير إلى ذلك.