الرعام (السقاوة): من مرض يصيب الخيول إلى خطر يهدد الإنسان، فهم شامل للمرض، من المسبب إلى سبل المكافحة

ما هو مرض السقاوة؟

السقاوة (الرعام) (Glanders) هو مرض بكتيري مُعدٍ يصيب الحيوانات في المقام الأول، وخاصة الخيول والبغال والحمير، ولكنه قد ينتقل أيضًا إلى البشر في حالات نادرة. يُعتبر مرضًا خطيرًا وقاتلًا في كثير من الأحيان إذا لم يُعالج بشكل صحيح.

المسبب:

يُسبب مرض السقاوة بكتيريا تُسمى بوركهولدريا مالي (Burkholderia mallei).

طرق الانتقال:

  • للحيوانات: ينتقل المرض بين الحيوانات عن طريق الاتصال المباشر بإفرازات الأنف أو الجلد أو الخراجات المفتوحة للحيوانات المصابة. كما يمكن أن ينتقل عن طريق استهلاك الماء أو الطعام الملوث بالبكتيريا.
  • للبشر: ينتقل المرض إلى البشر عادةً عن طريق:
  1. الاتصال المباشر: ملامسة إفرازات الحيوانات المصابة أو أنسجتها الملوثة، مثل الجروح المفتوحة أو الأغشية المخاطية.
  2. استنشاق الرذاذ الملوث: استنشاق قطرات صغيرة مُحمّلة بالبكتيريا في الهواء، خاصة في أماكن وجود الحيوانات المصابة.
  3. التعرض للمواد الملوثة: ملامسة الأدوات أو الأسطح الملوثة بالبكتيريا.

أعراض السقاوة:

تختلف أعراض السقاوة باختلاف شكل الإصابة:
  • الشكل الأنفي: يُعتبر الشكل الأكثر شيوعًا في الخيول، ويتميز بإفرازات أنفية سميكة وقرح في الأنف.
  • الشكل الجلدي: يتميز بظهور خراجات وقرح على الجلد، خاصة على الأطراف.
  • الشكل الرئوي: يُصيب الرئتين ويسبب صعوبة في التنفس وسعال وحمى.
  • الشكل الحاد (التسممي): يُعتبر الشكل الأكثر خطورة ويتميز بانتشار سريع للعدوى في الجسم، مما يؤدي إلى تسمم الدم والوفاة في كثير من الأحيان.

أعراض السقاوة في البشر:

تتشابه أعراض السقاوة في البشر مع أعراض الإنفلونزا في البداية، ولكنها قد تتطور إلى أعراض أكثر خطورة:
  • الحمى والقشعريرة.
  • آلام العضلات والمفاصل.
  • الصداع.
  • إفرازات أنفية.
  • قرح جلدية أو خراجات.
  • التهاب الغدد الليمفاوية.
  • التهاب الرئتين (في الحالات الشديدة).

تشخيص السقاوة:

يعتمد تشخيص السقاوة على:
  • التاريخ المرضي والتعرض المحتمل للحيوانات المصابة.
  • الفحص البدني.
  • الاختبارات المخبرية:
  1. زرع عينات من الإفرازات أو الخراجات.
  2. اختبارات الأجسام المضادة.
  3. اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR).

علاج السقاوة:

يُعالج السقاوة باستخدام المضادات الحيوية لفترة طويلة، وعادة ما يتطلب استخدام أكثر من نوع من المضادات الحيوية في نفس الوقت. من المهم الالتزام بتعليمات الطبيب وإكمال دورة العلاج بالكامل لمنع عودة العدوى أو تطور مضاعفات.

الوقاية من السقاوة:

  • السيطرة على المرض في الحيوانات: الكشف المبكر عن المرض في الحيوانات المصابة وعزلها وعلاجها أو إعدامها لمنع انتشار العدوى.
  • النظافة الشخصية: غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع الحيوانات أو المواد التي قد تكون ملوثة.
  • ارتداء معدات الوقاية الشخصية: ارتداء القفازات والأقنعة والملابس الواقية عند التعامل مع الحيوانات أو في المختبرات.
  • تجنب الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة.
  • الحذر عند التعامل مع الخيول والبغال والحمير في المناطق التي ينتشر فيها المرض.

أهمية السقاوة:

يُعتبر السقاوة من الأمراض الخطيرة التي يجب الإبلاغ عنها للسلطات الصحية البيطرية، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة للسيطرة على انتشار المرض وحماية صحة الإنسان والحيوان.

ملاحظة:

إذا كنت تشك في إصابتك أو إصابة حيوانك بالسقاوة، فمن الضروري استشارة الطبيب أو الطبيب البيطري على الفور.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال