ما هي طريقة تأثير خلايا TC (تي سي)؟.. الأجسام المضادة التي تكونها خلايا البلازما غير فعالة بما فيه الكفاية في تدمير الخلايا الغريبة كالخلايا السرطانية أو المصابة بالفيروس



طريقة تأثير خلايا TC

إن خلايا B تتعرف على الأنتيجين بكامله دون أن تتم معالجته أو عرضه بواسطة الماكروفاجات أو أي خلايا أخرى.
أما خلايا TH فلا تتعرف على الأنتيجين إلا بعد معالجته بواسطة الماكروفاجات وعرضه على الغشاء سوية مع جزيئات MHC2.

وظيفة الأجسام المضادة:

الأجسام المضادة التي تكوّنها خلايا البلازما غير فعالة بما فيه الكفاية في تدمير الخلايا الغريبة مثل الخلايا السرطانية أو الخلايا المصابة بالفيروس.
فالأجسام المضادة غير قادرة على المرور عبر أغشية الخلايا بسبب جزيئاتها الكبيرة نسبياً وبالتالي فهي لاتستطيع الوصول الى الفيروس الذي يتكاثر داخل الخلية.
مقاومة هذه الخلايا الغريبة يتمّ في الأساس بواسطة الليمفوسيتات من نوع TC.

كيف تميّز هذه الخلايا بين الخلايا الغريبة وبين الخلايا الإعتيادية؟

إحدى التجارب التي أجابت على هذا السؤال أجريت عام 1974.
في هذا التجربة اخذوا فأراً من نوع A بعد أن حصّن بفيروس LCM بهدف انتاج خلايا TC تخصصية ضد هذا الفيروس.
بعد ذلك أخذت خلايا طحال من هذا الفأر المحصّن ضد LCM وقسّمت الى ثلاث مجموعات:
  • مجموعة أضيفت الى خلايا فأر من نوع A بعد ان أعديت بفيروس LCM.
  • مجموعة أضيفت الى خلايا فار من نوع A بعد أن أعديت بفيروس آخر.
  • مجموعة أضيفت الى خلايا فأر من نوع B بعد أن أعديت بفيروس LCM.

بروتين MHC1:

كانت النتيجة أنّ خلايا الفار من نوع A التي أعديت بفيروس LCM قد تمّ تدميرها (كما هو متوقع) وأنّ خلايا الفار من نوع A التي أعديت بفيروس آخر لم يحصل لها أي ضرر (كما هو متوقع)، لكن المفاجأة كانت بأن الخلايا التي أخذت من نوع آخر من الفئران وعلى الرغم من أنها أعديت بنفس الفيروس، إلا أنها لم تتأثر ولم تدمّر.
أي أن خلاياTC تتعرف على مادة ذاتية معينة وعلى مادة تابعة للفيروس معاً ولا تتعرف على أي منهما بانفراد.
اتضح فيما بعد أنّ هذه المادة الذاتية عبارة عن بروتين يدعى MHC1.
أي أنّ الأنتيجين الفيروسي يجب أن يعرض على أغشية الخلايا سوية مع ال MHC1 حتى تستطيع خلايا TC التعرف عليه.

الخلايا السرطانية:

ويمكننا معرفة أهميةال MHC1 من الحقيقة بأنّ الخلايا السرطانية التي لا تكوّن هذه المادة تستطيع أن "تتهرب" من الجهاز المناعي وبذلك تتكاثر في الجسم دون أن تقاومها خلايا T.
إنّ مركب ال MHC1 يوجد تقريباً في كل خلايا الجسم، وبذلك فإن كل خلية من الممكن أن تكون خلية هدف ل TC فيما لو أعديت بفيروس أو تحولت إلى خلية سرطانية.
أمّا مركب ال MHC2 فيوجد فقط في الخلايا التي تعالج وتعرض الأنتيجينات مثل الماكروفاجات والخلايا الدندريتية وخلايا B.

وفي الحالتين تعمل جزيئات ال MHC كناقلات لتوصيل المحددات الأنتيجينية الى غشاء الخلية، لأنه من دون ذلك لن تستطيع ليمفوسيتات T من التعرف على هذه المحددات الأنتيجينية وإثارة رد الفعل المناعي ضدها.

المحددات الأنتيجينية:

إن خلايا TC ترتبط مع خلايا الهدف بحيث أن مستقبلاتها ترتبط مع المحددات الأنتيجينية المعروضة سوية مع جزيئات MHC1.
عندها تفرز خلية TC الى داخل خلية الهدف مواد سامة، قسم منها يفعّل سلسلة من العمليات التي تؤدي الى موت مبرمج للخلية (Apoptosis) يحصل فيه تقطيع لل DNA، والقسم الآخر من المواد السامة يؤدي الى تكوين ثقوب في غشاء خلية الهدف ودخول الماء الى الخلية ومن ثم انفجارها.
ألطريقة الأولى، أي الموت المبرمج للخلية، هي أكثر فعالية وأهمية.
لأنه بهذه الطريقة يتم تقطيع ال DNA بما في ذلك ال DNA التابع للفيروس وبالتالي وقف انتشار الفيروس في الجسم.