ختان البنات في مصر.. الدفاع عن حقوق الإنسان أم التشهير بمصر وبالإسلام أم الخوف من اليهود الذين يمارسون ختان الذكور



في شهر مايو من عام 1994، دُعيت لإلقاء محاضرة في المؤتمر الدولي الثالث الذي أقامته في مريلاند بالولايات المتّحدة، هيئة أمريكيّة معارضة للختان.
وقد استفدت من هذا المؤتمر أكثر ممّا أفدت إذ أُلقِيَت فيه أكثر من أربعين محاضرة حول الختان من قِبَل مختصّين في مجالات الطب وعلم النفس والدين.
في 7 سبتمبر 1994، عندما كانت تنعقد في القاهرة أعمال المؤتمر العالمي للسكّان والتنمية، عرضت شبكة التلفزيون الأمريكيّة «سي إن إن» فيلماً وثائقياً عن ختان طفلة مصريّة اسمها نجلا في العاشرة من عمرها في العاصمة المصريّة بيد حلاّق.
وكانت الطفلة تصرخ من الألم.
فاهتزت على أثر هذا الفيلم كل الأوساط المصريّة، الرسميّة والشعبيّة.
هناك من اعتبر الفيلم إهانة لمصر وللإسلام وهناك من اغتنم هذا الفيلم للتصدّي لعادة ختان البنات في مصر.
وتدخّل رجال الدين الإسلامي فأعلنوا رأيهم في هذا الخصوص، فتعارضت الآراء بين مفتي الجمهوريّة وشيخ الأزهر، ولكل منهما سنده وحجّته وأتباعه.
وهذا التباين جعلني أتساءل:
ما هي الأسباب التي من أجلها عرضت الشبكة المذكورة فلمها؟
هل كان ذلك دفاعاً عن حقوق الإنسان أم تشهيراً بمصر وبالإسلام؟
وإن كان ذلك دفاعاً عن حقوق الإنسان، فلماذا تسكت هذه الشبكة عمّا يجري في الولايات المتّحدة حيث يختن يومياً ما يناهز 3300 طفل أمريكي في المستشفيات الأمريكيّة يصيحون من الألم؟
ولماذا ينتقد الغرب ختان البنات ويُصدر ضد فاعليه الأحكام القضائيّة القاسيّة بينما ختان الصبيان يمر مرور الكرام دون سؤال أو استفسار؟
وقد توصّلت إلى أن أحد الأسباب، إن لم يكن أهمّها، هو الخوف من اليهود الذين يمارسون ختان الذكور.
في شهر أغسطس من عام 1996، نجحت في تنظيم المؤتمر الدولي الرابع عن الختان في جامعة لوزان بسويسرا، والذي ضم ثلاثين خبيراً في مجال الطب والقانون وعلم النفس جاؤوا من القارات الخمس.
وقد قدّمت فيه محاضرة عن موقف اليهود والمسلمين من التشويه الجنسي.
وفي الشهر ذاته من عام 1998، اشتركت في المؤتمر الدولي الخامس عن الختان الذي عقد في جامعة أكسفورد بإنكلترا، وألقيت فيه محاضرة عن الأسباب الدينيّة لختان الذكور والإناث عند المسلمين.
وعُقد المؤتمر الدولي السادس حول الختان في ديسمبر من عام 2000 في جامعة سيدني بأستراليا، والمؤتمر السابع في إبريل من عام 2002 في جامعة جورج تاون في واشنطن.
سامي عوض الذيب أبو ساحلية