التبول اللاإرادي عند النساء.. ضعف أنسجة وعضلات الحوض والمساندة للمجرى البولي بسبب تكرار الحمل والولادات



صرح د.أحمد الكندري استشاري جراحة المسالك البولية والأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة الكويت بأن مشكلة التبول اللاإرادي عند النساء كبيرة في الكويت.

وأضاف بأن لتلك المشكلة أثار سلبية نفسية وعضوية واجتماعية وأكد على ضرورة طلب النساء للعلاج.

و أفاد بأن هذه المشكلة عادة ما تحدث  في النساء من عمر 30-50 سنة و خاصة ممن تكرر عندهم الحمل والولادة، وقد تحدث حالات تهيج المثانة في غير المتزوجات وحتى الأطفال.

وأوضح د. الكندري بأن هناك نوعان أساسيان من مشاكل التبول اللاإرادي عند النساء: الأول هو المصاحب للمجهود والأخر هو المفاجئ.

وقد يجتمع النوعان عند نفس المريضة بدرجات متفاوتة، وقد يصاحب ذلك سقوط مهبلي بدرجات متفاوتة.

وعزا د. الكندري أسباب التبول اللاإرادي المصاحب للمجهود لضعف أنسجة وعضلات الحوض والمساندة للمجرى البولي بسبب تكرار الحمل والولادات عند النساء.

وأشار إلى أن هذا النوع تشتكي فيه المرأة من فقد التحكم في البول مع بذل المجهود كالسعال أو العطس أو الضحك وحتى أثناء التمارين الرياضية وأحيانا حتى أثناء المعاشرة الزوجية.

وقد تتفاوت درجة التسرب البولي من قطرات إلى كميات كبيرة تستدعي لبس السيدة لغيار واقي وتبديله عدة مرات مما يسبب إزعاجا نفسيا وحرجا اجتماعيا كبيرا.

كما أن استمرار التسرب البولي الشديد في بعض الحالات قد يسبب تهيج الجلد وتقرحه وحتى حدوث التهابات بولية مما يعقد الأمر.

وقد تحرم تلك الحالة المرأة من حرية الانتقال أو السفر لما يحدثه هذا الأمر من حرج شديد ومعاناة نفسية.

وتتحرج الكثير من النساء من استشارة الطبيب بسبب الحرج أو الخوف أو تقبل الواقع كضريبة لمضاعفات الحمل والولادة مما يعتبر خطأ كبيرا ينبغي تصحيحه.

والجدير بالذكر بأن علاج تلك الحالة المزعجة من سلس البول المصاحب للمجهود سهل وفعال ويتم من خلال عملية جراحية بسيطة  يوضع خلالها شريط من مادة صناعية لإسناد المجرى البولي وتخرج المريضة من المستشفى في نفس اليوم.

ومن المفيد أن نعلم بأن نسبة الاستفادة من هذه العملية تصل إلى 80% من الحالات مما يعتبر نتيجة ممتازة وفعالة.

كما أن المضاعفات المحتملة بسيطة وقليلة في معظم الحالات مما يجعل تلك العملية الأكثر في العالم وبالذات الغربي لعلاج تلك المشكلة.

أما في حالات التبول اللاإرادي المفاجئ والذي ينشأ بسبب حالة تهيج المثانة والتي عادة لا يكون لها سبب واضح، فان تلك الحالة تجعل المريضة تعاني من تكرار الرغبة في التبول مع المفاجئة في الشعور وفي أي وقت ومكان مما يسبب حرجا شديدا، كما أن محاولة تأخير التبول قد تفشل ويحدث سلس بولي مفاجئ بكميات متفاوتة قد تكون كبيرة مما يسبب حرجا نفسيا واجتماعيا.

ولا يوجد التهاب جرثومي في أغلب تلك الحالات عند فحص البول.
وقد تحدث هذه الحالة مع الحالة السابقة وهي السلس البولي المصاحب للمجهود.

وعادة ما تحتاج المرأة لعمل فحص ديناميكية التبول وتخطيط المثانة الشامل لتقييم الوضع. أما أساليب العلاج المتبعة في هذه الحالة فتختلف عن ما سبق ذكره، إذ عادة ما  يستخدم دواء يؤخذ بالفم لفترات قد تصل لعدة أشهر يؤدي لتهدئة عضلة المثانة مما يساعد في تقليل الأعراض.

فإذا لم تستجب المريضة للأدوية فقد يلجأ الطبيب المختص لحقن عضلة المثانة بدواء البوتوكس بالمنظار والذي أثبت فعالية بنسبة  70-80% من الحالات.

ومن الضروري أن يتم التأكد بأن المريضة لا تعاني من صعوبة في التبول مع تهيج المثانة وهذا ما يتم تحديده بدقة من خلال تخطيط المثانة.

ومن الهام أن يتم تخطيط المثانة في تلك الحالات وغيرها من الحالات في صورة كاملة مثل فحص مرحلة الامتلاء والتبول معا وفي وجود قسطرة تخطيط المثانة، وهذا الفحص الشامل بالإضافة لفحص عضلة التحكم في البول يتم تجاهله في كثير من المراكز الطبية والمستشفيات مما يجعل التشخيص غير دقيق في الكثير من تلك الحالات.

وفي بعض الحالات من تهيج المثانة الشديد قد يكون أحد الحلول هو استخدام جهاز المنظم الكهربائي لأعصاب المثانة والذي يبدأ بفترة اختبار للجهاز الخارجي لعدة أيام، فإذا تحسنت الأعراض فعندها يقوم الطبيب المختص بزرع الجهاز عن طريق عملية بسيطة في أسفل الظهر ويؤدي هذا الجهاز لتحسن ممتاز في 70% من الحالات.

ومما يجدر الانتباه له بأن هناك حلول إضافية مهمة في التقليل من الأعراض البولية وخاصة أثناء خروج المرأة مثل: تقليل شرب السوائل، والانتظام في التبول، وتعلم تمارين تقوية عضلات الحوض (تمارين) كيجل.

كما أن مرضى السكر يجب عليهم الحرص على ضبط السكر والالتزام بعلاجه، وأيضا فأن تشخيص وعلاج الالتهابات البولية التي قد تصاحب الحالة يعتبر هاما في تقليل الأعراض البولية وراحة المرضى.