تشريح جهاز التناسل الذكري وفيزيولوجيا تكون المني في الخصيتين والأعضاء الملحقة بهما



يقدم ابن سينا في كتابه القانون شرح متداخلا بين تشريح جهاز التناسل الذكري وفيزيولوجيا تكون المني في الخصيتين والأعضاء الملحقة بهما.

فالمني حسب رأيه يتكون من فضل الغذاء في البدن بعد أن يتم هضمه وفي البربخ كثير التعرج والالتفاف تكتسب تلك الفضول الحيوية والقدرة على إنتاج النسل ثم تصب بعد ذلك في الإحليل، فيقول:   
"قد خلق الأنثيان كما علمت عضوين رئيسين يتولد فيهما المني من الرطوبة المتحلبة إليهما في العروق كأنها فضل من الغذاء الرابع في البدن كله، وهو أنضج الدم وألطفه فيتخضخض فيهما بالروح في المجاري التي تأتي البيضتين من العروق النابضة والساكنة المتشعبة من عرق نابض وعرق ساكن هما الأصلان تشعب كثير التعاريج والالتفاف والشعب حتى يكون قطعك لعرق واحد منهما يشبه قطعك لعروق كثيرة لكثرة الفوهات التي تظهر ثم ينصب عنهما في أوعية المني التي نذكرها إلى الإحليل".

ويقدم ابن سينا شرحا تفصيليا لبنية الخصية فيذكر:  
"والأنثيان مجوفتان وجوهر البيضة من عضو غددي أبيض اللحم أشبه ما يكون بلحم الثدي السمين ويشبه الدم المنصب فيه به في لونه فيبيض، والمجرى الذي تأتي فيه العروق إلى الأنثيين هو في الصفاق الأعظم الذي هو على العانة، وأما الغشاء الذي يغشي الشرايين والأوردة الواردة إلى الأنثيين فمنشؤه من الصفاق الأعظم كما علمت في موضعه وبذلك يتصل أيضاً بغشاء النخاع وينحدر على ما ينحدر من العروق والعلائق في بربخي الأربية إلى الأنثيين فيتولد البربخ منه نافذاً، والغشاء المجلّل لما ينفذ فى البربخ تولده أيضاً منه.

وقد علمت في تشريح العروق أن البيضة اليسرى يأتيها عرق غير الذي يأتي اليمنى بالغذاء وأن الذي يأتي اليمنى يصب إليها دماً أنضج وأنقى من المائية.

وأوعية المني تبتدئ كبرابخ من كل بيضة بربخ كأنه منفصل عنها غير متكون منها وإن كان مماساً ملاقياً ويتسع كل واحد منهما بقرب البيضة اتساعاً له جوبة محسوسة ثم يأخذ إلى ضيق، وهذه الأوعية تصعد أولاً ثم تتصل برقبة المثانة أسفل من مجرى وأما القضيب فإنه عضو آلي يتكون من أعضاء مفردة رباطية وعصبية وعروقية ولحمية, ومبدأ منبته جسم ينبت من عظم العانة رباطي كثير التجاويف واسعها وإن كانت تكون في أكثر الأحوال منطبقة وبامتلائها ريحاً يكون الانتشار."