الأزمات والصعوبات الحياتية.. الصعوبات الطويلة الأمد والتي تجعل الإنسان عرضة ومهيأ للإصابة بالأمراض النفسية والصعوبات الحياتية



الأزمات والصعوبات الحياتية

هناك نوعان من الأزمات والصعوبات الحياتية التي يتعرض لها الإنسان، والتي قد يكون لها أثر على حياته العقلية والنفسية.
النوع الأول هو الصعوبات الطويلة الأمد، والتي تجعل الإنسان عرضة ومهيأ للإصابة بالأمراض النفسية.

ومن هذه الصعوبات العيش على دخل مالي دون تلبية الاحتياجات المطلوبة، أو انعدام العلاقات الاجتماعية بفقدان الأصدقاء والأقرباء، والعطالة عن العمل، والمشكلات الزوجية.

فهذه الصعوبات تحدث لدى الإنسان توترا، وغضبا وسخطا، مما قد يعرضه لبعض المضاعفات النفسية.

الأمراض النفسية والدخل المحدود:

ومن المعروف أن الأمراض النفسية أكثر انتشارا بين الذين هم معرضون لمثل هذه الصعوبات، وإن كان يصعب أحيانا معرفة فيما إذ كانت هذه الصعوبات بالذات سببا للمرض النفسي، أو على العكس أن هذا المرض هو الذي دفع الإنسان للعيش في مثل هذه الظروف المحرومة الصعبة، بحيث تصعب معرفة السبب من المسبب.

وعلى سبيل المثال فقد وجد أن المصابين بمرض الفصام يتعرضون بعد بداية مرضهم للتدهور والتدني إلى مستوى معيشة أقل كثيرا من مستواهم أو مستوى أهليهم قبل المرض.

ومن المحتمل أيضا أن ذات الأسباب التي تحدث المرض النفسي تؤدي في نفس الوقت وبأسلوب مباشر إلى الصعوبات الأخرى كالمشكلات الزوجية أو المهنية.

الحوادث الحياتية الهامة:

والنوع الثاني من الصعوبات الحياتية هي "الحوادث الحياتية الهامة" في حياة الإنسان، والتي قد تثير وبسرعة المرض النفسي.

وقد تعتبر هذه الحوادث "الضربة القاضية" الأخيرة في إحداث هذا المرض لدى شخص كان معرضا للمرض بسبب العوامل الأخرى السابقة الذكر، إلا أن هذا الإنسان كان متكيفا لحد ما مع هذه الحياة حتى أتت هذه الحادثة الأخيرة.

وقد صنفت هذه الحوادث بحسب درجة شدتها وتأثيرها على حياة الإنسان إلى عدة أنواع، فكلما كانت الحادثة أشد، أو كلما تعددت هذه الحوادث في وقت واحد، كلما ازداد احتمال تأثيرها السلبي على الحياة النفسية للإنسان.

موت شريك الحياة:

ويأتي على رأس هذه القائمة وأكثرها شدة موت شريك الحياة من زوج أو زوجة، ويأتي عقب هذا حوادث الطلاق، ثم وفاة قريب في الأسرة، وحوادث أخرى من بعد ذلك.

وليست كل الحوادث الهامة هذه بالضرورة حوادث محزنة أو غير مرغوب فيها، وإنما هناك الزواج والانتقال إلى منزل جديد، واستقبال مولود في الأسرة، والسفر للخارج، كلها حوادث رغم كونها مفرحة إلا أنها قد تزيد في قلق الإنسان، وتحدث اضطرابا في تكيفه العام.

الآثار السلبية للحوادث الحياتية:

ويعتقد بشكل عام أن الحوادث الحياتية هذه تحدث الاكتئاب عند المعرض للمرض إذا ما شعر هذا الإنسان باليأس، وفقد الأمل عقب فقدان قريب أو عزيز، أو حتى عقب خيبة أمل في أمر من الأمور، بينما الحوادث التي تسبب بعض المخاطر أو التهديد بالأذى أو الموت كالعمليات الجراحية، والكوارث الطبيعية، فإنها أقرب إلى إحداث القلق والاضطراب، وإن كان هذا ليس بالضرورة.

ويبدو أن الناس يتفاوتون لحد كبير في مدى تعرضهم وتهيؤهم وتحملهم للآثار السلبية لحوادث الحياة.