العلاقات الجنوسية - الشذوذ الجنسي.. سدّ الطرق التي تؤدّي إلى الانحراف الجنسي ومنع كل أسلوب في الحياة يهدم المجتمع ويسير به نحو الفساد الأخلاقي



العلاقات الجنوسية (الشذوذ الجنسي)
Homosexualité

يُحَرّم الإسلام العلاقات الجنوسية (المثلية) بين الرجلين أو بين الإمرأتين ويعتبر ذلك من الكبائر.
وفي المجتمع الإسلامي يُعَاقبُ مرتكبو هذه الفاحشة عقاباً شديداً.

يطلق تعبير الشذوذ الجنسي على العلاقة الجنسية بين رجل ورجل، وهذا هو اللواط Sodomy، أو بين امرأة وامرأة وهذا هو السحاق Lesbianism.

وقد انتشر الشذوذ في المجتمعات الغربية انتشاراً كبيراً، وأعلنوا به وجاهروا به على الملأ، واعتبر البعض أنه شيء موروث غير إرادي، ولم يعد الشواذ يستحيون من التبجُّح بأنهم يمارسون اللواط أو السحاق، حتى إن بعض الآباء والأمهات تقبلوا ذلك عن أبنائهم وبناتهم، وحتى إن هؤلاء الشواذ يعلنون أنهم تزوجوا (رجل برجل أو أنثى بأنثى)، ويعقد العقد علناً، وفي بعض الحالات في كنائس معينة أو في دار البلدية رسمياً.

ودخل الشذوذ الجنسي في كثير من الأفلام والأدب والشعر والفن في الغرب وأصبح له جمعيات تروّج له وتدافع عمّا يُسمّى بحقوق الشواذ Gay Rights. 

ثم جاء الأيدز فأصاب أول ما أصاب الشواذ جنسياً (الذكور) ثم انتقل منهم إلى مقترفي العلاقات الجنسية بين الجنسين.

ومعنى ذلك أن الفاحشة وهي الزنى واللواط والسحاق انتشرت في الغرب وأعلن الغرب بها، ثم جاء الطاعون الحديث (مرض الأيدز) فتفشى بينهم وهو مرض لم يحدث في أسلافهم الذين سبقوهم، وهذا مصـداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لم تظهَر الفاحشة في قومٍ قطّ، حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا).

يقول الله تعالى: " وَلُوطَاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكـُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ  العَالَمِينَ* إِنَّكـُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قِوْمٌ مُسْرِفُونَ*] سورة الأعراف: الآية 80-81[.

ويقول تعالى: "أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ العَالَمِينَ * وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكـُمْ رَبُّكـُمْ مِنْ أِزْوَاجِكـُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ*" (سورة الشعراء: الآية 161-162).

ويقول تعالى: "وَلُوطَاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ * أَئِنَّكـُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ*" (سورة النمل: الآية 54-55).

وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه إذا رؤيَ أحدٌ يفعل فِعلَ قوم لوط أن يُقْتَلَ الفاعلُ والمفعولُ به.

تذكر الآيات السابقة قصة قوم لوط الذين حذّرهم لوطٌ عليه السلام من فعل المنكر وإتيان هذه الفاحشة، فتنكروا لِنُصْحهِ وأصروا على جريمتهم، فأمره الله تعالى أن يخرج من هذه المدينة وأن يصطحب أهله معه، ثم أمرَ اللهُ الملائكة بتدمير المدينةوأن يقلبوها عالِيَهَا سافِلَهَا جزاءَ ما ارتكبوا من المعصية والفحشاء.

وللوقاية من العلاقات الجنوسية، لا يهدف الإسلام إلى منع الاختلاط بين الرجال أومنع الاختلاط بين النساء، ولكنه يضع القواعد لهذا الاختلاط والمعاشرة كما أوضح ذلك القرآن الكريم والسنّة المطهرة.

وإن الذين يشعرون في أنفسهم ميلاً ورغبةً في العلاقات الجنوسية يدمّرون البنية الأساسية للمجتمع، والإسلام يدين كل هذا النوع من الممارسات المنحرفة.

وبهذه المناسبة يجدر أن نتحدث عن تعبيرين شائعين هما:
1- التخوّف من العلاقات الجنوسية Homophobie
2- الإنجذاب الجنسي الغيري Hétérosexisme

فالنظرة الإسلامية في تحريم العلاقات الجنوسية لا تنبني على فكرة التخوّف من هذه العلاقة، فمن المعلوم أن عدم الإقرار بالشئ مختلف عن الرُّهَاب منه.

أما الإنجذاب الغيري فيُعَرَّف بأنه الاعتقاد بأن جنسه متفوق على الآخر، وهو ما يحقق الرغبة بالسيطرة على هذا الجنس الآخر.

وفي الإسلام لا مجال للبحث في قضية التفوق والاستعلاء Supériorité أو الدونيّة Infériorité ، ولكن الأمر في الإسلام هو حكمه الأخلاقي على هذه الأشياء، مثله في ذلك حكمه على السرقة بأنها خطأ، وبأن القتلَ هو جريمة تستحق العقاب.

ولما كان الإسلام يحرّم العلاقات الجنوسية، ويتعامل مع هذه الجريمة بقسوة فائقة في المجتمع الإسلامي، إلا أنه لا ينشد استئصال هؤلاء الذين تظهر عندهم هذه الرغبة، بل يعزلهم ويضبط رغباتهم بحيث تمنعهم من ممارسة هذا الانحراف.

وبنفس الأسلوب يتصرّف الإسلام مع الذين تبدو عندهم الرغبة في ممارسة الجنس مع القاصرين أو مع الذين تربطهم بهم قرابة قوية كالأخوات وبنات الأخ أوالأخت وما شابه.

فالإسلام يهدف أول ما يهدف إلى سدّ الطرق التي تؤدّي إلى الانحراف  الجنسي ويمنع كل أسلوب في الحياة يهدم المجتمع الإسلامي ويسير به نحو الفساد الأخلاقي.

هذا وقد نددت الأديان الأخرى بالشذوذ الجنسي، ففي العهد الجديد من رسالة بولس إلى تيموثاوس: {إن الناموس (القانون) لم يوضع للبارِّ، بل للزناة مضاجعي الذكور}.

ومن رسالته إلى أهل رومية: {غضَبُ الله معلنٌ في السماء على جميع فجور الناس وإثمهم.. لأن أناثهم استبدلن الاستعمالَ الطبيعي بالذي خلاف الطبيعة، وكذلك الذكور أيضاً، تاركين استعمال الأنثى الطبيعي اشتغلوا بشهواتهم بعضهم لبعض، فاعلين الفاحشة ذكوراً بذكور}.