أبو الحسن علي بن سهل الطبري: رائد الطب والصيدلة العربية



أبو الحسن علي بن سهل الطبري:

يُعدّ أبو الحسن علي بن سهل الطبري (255هـ - 350هـ) من أهمّ رواد الطب والصيدلة في العالم الإسلامي. فقد برز كأستاذ بارز ومؤلّف غزير الإنتاج، أثرى المكتبة العربية بكتبٍ جليلةٍ في مختلف مجالات الطب.

مسيرة علمية حافلة:

تلقى الطبري تعليمه في بغداد، مركز العلم والمعرفة آنذاك، على يد كبار الأطباء والصيادلة. تميّز الطبري بنبوغه الفكري واهتمامه الدؤوب بالبحث العلمي، مما جعله ينال مكانة مرموقة في أوساط الطب.

إسهامات الطبري في الطب والصيدلة:

يُعدّ كتاب "فردوس الحكمة" للطبري أبرز إنجازاته العلمية. يُعتبر هذا الكتاب أقدم مؤلّف باللغة العربية يجمع فنون الطب والصيدلة بشكلٍ شامل.

محتوى كتاب "فردوس الحكمة":

يضمّ الكتاب سبعة أبواب، تضمّن كلّ منها 30 مقالة مفصلة إلى 360 فصلاً.
  • الباب الأول: يتناول التشريح وعلم وظائف الأعضاء.
  • الباب الثاني: يعالج الأمراض العامة.
  • الباب الثالث: يُعنى بالأمراض الخاصة.
  • الباب الرابع: يُخصص للأدوية المفردة.
  • الباب الخامس: يُعنى بالتركيبات الدوائية.
  • الباب السادس: يُكرس للصيدلة.
  • الباب السابع: يُعنى بالجراحة.

أهمية كتاب "فردوس الحكمة":

  • الجمع بين الطب والصيدلة: يُعدّ "فردوس الحكمة" صورة صادقة لمزج الطب بالصيدلة في ذلك العصر، حيث كان هذان المجالان مترابطين بشكل وثيق.
  • الدقة العلمية: تميّز الكتاب بدقة المعلومات العلمية، حيث اعتمد الطبري على مصادره الموثوقة، مثل كتب جالينوس وأبقراط.
  • المنهجية: اتّبع الطبري منهجية علمية في عرض المعلومات، حيث قسّم الكتاب إلى أبواب وفصول، مع شرحٍ تفصيلي لكلّ موضوع.
  • التأثير على الأجيال اللاحقة: مهّد كتاب "فردوس الحكمة" الطريق لمن جاء بعده من أطباء وصيادلة، مثل الرازي والمجوسي وابن سينا، الذين اعتمدوا عليه مرجعًا أساسيًا في مؤلفاتهم.

خاتمة:

لعب أبو الحسن علي بن سهل الطبري دورًا محوريًا في تطوير الطب والصيدلة في العالم الإسلامي.