منجزات العرب في حقلي الطب والصيدلة.. اكتشاف الطفيليات المسببة للجرب. تشريح العيون وجراحتها. تغليف حبات الأدوية المرة بغلاف من السكر



من منجزات العرب في حقلي الطب والصيدلة:
- أنهم أسسوا علم الطب التجريبي.

- وقد حفظوا التراث الطبي للأمم التي سبقتهم من الضياع وأهملوا ما يتنافى فيه مع العلم والتجربة, وصححوا الأخطاء الواردة فيه وأضافوا معارف جديدة.

- ومن ذلك إقامة المدارس الطبية الملحقة بالبيمارستانات، بما في ذلك نظام الإعاشة لطلابها على غرار المدارس الداخلية في وقتنا الراهن، ويتلقى فيها الطلاب دروسهم النظرية والتطبيقية، ويتقدمون في نهاية الدراسة إلى امتحان كفاية يُقْسِم بعده من ينجحون يمين المهنة، ويتسلمون براءة ممارستها تحت رقابة الدولة. ومن هذه المدارس: مدرسة دمشق، ومدرسة بغداد، ومدرسة قرطبة.

- كما أدخلوا نظام الفحص اليومي على المرضى بالمستشفيات، وتدوين خلاصة الفحص على لوحة سرير المريض، وابتكار نظام الحمْيات (الوجبات الخاصة) للمرضى.

- ووضع القواعد في طب العيون.
- وابتكار أدوات جراحية مختلفة كالمكاشط، والكلاليب والحقن المعدنية لاستخراج حصاة المثانة والمشارط.

- كما أجروا نظام اختبار كفاية للأطباء وهم في الخدمة، وكان مبدأ ذلك في عهد الخليفة المقتدر بإشراف الطبيب سنان بن ثابت بن قُرة.

- وهم أول من اعتمد طريقة التشخيص السريري على المرضى.
- وكذلك العزل (الحجر) الصحي.

- كما ابتكروا طرقًا أخرى في التشخيص تعرفوا بها على أعراض كثير من الأمراض، وتوصلوا إلى سبل لمعالجتها. من ذلك؛ العقم وأسبابه، والتخنث وحالاته وعالجوا بعض حالاته جراحيًا. ومن هذه الأمراض داء الجمرة والفيلارية والأورام الخبيثة التي عالجوا بعضها جراحياً وهي في أطوارها الأولى، والجذام وقد عزلوا المصابين به في مستشفيات خاصة.

- والسُّل الذي اكتشفوا أعراضه في لون أظافر المرضى.
- والشلل وأنواعه وعالجوه بأدوية مخالفة للأدوية التي استخدمها من قبلهم.
- وكذلك البواسير وقد درسوا أسبابه.

- وأجروا عمليات جراحية مستعصية في العين مثل قدح الماء الأزرق، كما شقّوا القصبة الهوائية والمريء والمستقيم للتوصل إلى التغذية الاصطناعية.
وربطوا الشرايين أثناء العمليات الجراحية وفي حالات النزف.

- كما كانوا أول من استخدم فتيلة الجرح وأمعاء الحيوانات في العمليات الجراحية.
- وأول من استخدم الرصاص الأبيض في المراهم.
- والزئبق في تركيب المسهلات.

- وكانوا أول من فرّق بين الجراحة وغيرها من الحقول الطبية، وجعلوها قائمة على أساس دراسة تشريح الأجسام.
- وفصلوا بين الصيدلة والطب, وأسسوا علم الصيدلة وفق أساليب علمية منظمة.

- وقد برعوا في التمييز بين الأمراض ذات الأعراض المتشابهة كالحصبة والجدري، ومرض النقرس والرثية، والالتهاب الرئوي والالتهاب البلوري، وحصى الكلية وحصى المثانة، والمغص المعوي والمغص الكلوي، والسدر والدوار، والشلل النصفي واللقوة (شلل الوجه).

- وميّزوا بين ما هو ناتج عن سبب موضعي وما ينتج عن سبب مركزي في الدماغ، وألّفوا في هذا المجال بعض التصانيف منها كتاب ابن الجزار (الفرق بين العلل التي تشتبه أسبابها وتختلف أعراضها).

- واكتشفوا مرض الإنكلستوما و الدودة التي تسببه.
- واكتشفوا الطفيليات المسببة للجرب.
- والعلماء المسلمون أول من استفاد من الكيمياء في حقل الصيدلة.

- ولما اعتمد علمهم التجربة والمشاهدة والقياس؛ فقد أجروا التجارب على الحيوانات كالقرود قبل تجربتها على بني البشر.
- وبيّنوا علاقة بعض الأمراض بالخمر، كما وصفوا داء الفيل وانتشاره في الجسم.

- ولاحظوا أن لكل مرحلة من العمر معدّلاً معينًا في النبض، وبيّنوا أثر العوامل النفسية في اضطرابه.
- واستخدموا الأنابيب القصديرية المجوّفة لتغذية المصابين بعسر البلع.

- والأطباء المسلمون أول من استخدم الإسفنجة المبنجة (المخدِّرة) التي كانت توضع في عصير من الحشيش والأفيون والزؤان وست الحسن (الهيوسيامين).

- كما برعوا في تشريح العيون وجراحتها وعرفوا ما يطلق عليه اليوم التشريح المقارن.
- وعرفوا كيفية خياطة الجروح بشكل داخلي لا يترك أثرًا ظاهرًا من الخارج والتدريز في جراحات البطن، وكيفية الخياطة بإبرتين وخيط واحد مثبت بهما.

- وهناك إسهامات أخرى للعلماء المسلمين في حقلي الطب والصيدلة يضيق المجال عن ذكره.
- العرب أول من ابتكر الشراب الحلو المستخرج من نبات الكرنب مع السكر ولا يزال الغرب يطلقون عليه كلمة (syrup ) وهي مأخوذة من كلمة شراب العربية.

- كما أنهم أول من غلف حبات الأدوية المرة بغلاف من السكر ليتمكن المريض من استساغة الدواء.
- وأما عادة تغليف حبات الأدوية بالذهب والفضة في الوقت الحاضر، فهي تقليد يعود إلى ابن سينا الذي وصف الذهب والفضة كأدوية مفيدة للقلب وقام بتغليف الأدوية المعمولة على شكل حبوب.

- وبرع العرب في تحضير وصنع وتركيب الضمادات والمساحيق والمراهم واللزوق وقد وفقوا إلى صنع مراهم تجف مع الوقت كشماعات الجروح الحديثة.

- وضع العرب عصارة أفكارهم ونتائج تجاربهم في كتب خاصة سميت (بالأقرباذين) نشرت فيما بعد على أسس صالحة للاستعمال تحت عنوان (وسائل شافية) وتناولها الجميع.

- والحق أن المسلمين هم أول من أسس الصيدلة فقد أضافوا تركيبات جديدة وابتكارات علمية لم تكن معروفة قبلهم كما إنهم أول من كتب وألّف في العقاقير.

- ومن أهم مآثر العرب في علم الصيدلة إدخالهم نظام الحسبة ومراقبة الأدوية، إذ أن بعض الصيادلة لم يكونوا أمناء ومخلصين في أعمالهم، وقسم منهم يدعي أن لديه جميع أصناف الأدوية فأمر المأمون ( 218 هجرية -  1133ميلادية) بامتحان أمانة الصيادلة ثم أمر المعتصم سنة (221هجرية - 1135م) أن يمنح الصيدلي الذي تثبتت أمانته شهادة تجيز له العمل.

انتقل نظام الحسبة إلى أوربا ولا تزال كلمة "محتسب" تستعمل في اللغة الاسبانية بلفظها العربي حتى الوقت الحاضر.