العلاقة بين الطبيب والصيدلة.. وصف التقطير والترشيح والتصعيد والتبلور. صنع أقراص الدواء. اكتشاف المستحضرات الكيماوية



منذ فجر التاريخ لم تنقطع الصلة بين الطبيب والصيدلة حتى أن علماء الآثار تمكنوا من العثور على عدد كبير من الوثائق البابلية والآشورية الخاصة بالطب والعلاج وهي منقوشة على الطين بالكتابة المسمارية.
وتشتمل على ثلاثة أقسام من الإيضاحات:

- الأول:
خاص بقوائم الأعشاب الطبية.

- الثاني:
مجموعة من الوصفات العلاجية المرتبة حسب العضو المصاب.

- الثالث:
خاص بمناقشة تشخيص الأمراض.

لقد اعتمد الطب العراقي القديم في الغالب على المملكة النباتية في عقاقيره وأدويته إلى درجة كبيرة، وهناك مجموعة كبيرة من النباتات استعملت أوراقها وجذورها وخلاصة بذورها وأزهارها في مختلف الأمراض.

وفي ظل الخلافة العباسية وفي عهد المنصور والرشيد والمأمون والمتوكل كان تقدم الصيدلة فيها يعود بسبب تقدم علم الكيمياء نتيجة البحث والاستقراء والتجارب وقد اشتهر في بدء هذه العهود جابر بن حيان والكندي.

والرازي وغيرهم ممن اكتشفوا كثيرا من المستحضرات الكيماوية التي بُنيت عليها الكيمياء الحديثة وهم أول من وصف التقطير والترشيح والتصعيد والتبلور واستحضار مركبات وأحماض كثيرة.

الطبيب الكبير والصيدلاني (الزهراوي) يُعَدُّ أوّلَ من صنع أقراص الدواء، وكان يصبُّها في قوالب من خشب الابنوس، أو العاج وعليها ينقش اسمها الطبي.

أول من تنبّه إلى أهمية تاريخ صناعة كل دواء، والطريقة المثلى لحفظه كي لا يتسرّب إليه تلف أو فساد، هو الطبيب العربي (داود الأنطاكي) الذي أكّد في كتابه (تذكرة أولي الألباب، والجامع للعجب العجاب) على ملاحظة تاريخ صنع الدواء، وتحديد فترة صلاحيته للعلاج (الإكسباير) كي لا ينقلب نفعه -كما يقول- إلى مضار.