يحتل مؤلّف ابن البيطار الذي يحمل عنوان (جامع لمفردات الأدوية والأغذية) مكانة مهمة في تاريخ الصيدلة عند العرب.
ورد في هذا الكتاب ذِكْرُ حوالي 260 مصدراً وحوالي 2400 اسم لعقاقير طبية، ثلثها تقريباً هي مرادفات بسيطة.
أما عدد العقاقير المذكورة فيبلغ حوالي 1400 عقار طبي، منها حوالي 400 عقار لم تكن معروفة عند الأطباء الإغريق.
تم في تلك الفترة تأليف الكثير من كتب المرادفات والمعاجم وذلك من أجل تسهيل المهمة الموكلة للأطباء والصيادلة ولم ينس أكثر هؤلاء الكُتَّاب أن يشيروا في هذه الكتب إلى تسميات العقاقير وفق اللهجات العربية المتنوعة.
على سبيل المثال أشار الطبيب أبو عمران موسى بن ميمون بن عبد الله /Maimonide/ القرن الثاني عشر في كتابه "كتاب شرح أسماء العقار" أن التمر هندي tamarin هو اسم شجرة الـ humar ومما تركه الببليوغرافيون القدامى والجدد، نعرف أنه قد تم تأليف عدد قليل من الأعمال في العالم العربي بلغة أخرى غير العربية: منها كتاب من تأليف إسحاق بن مراد (القرن الرابع عشر) مكتوب باللغة التركية.
وقد نشطت في القرن الحادي عشر في الشرق كما في الغرب حركات ترجمة الأعمال الطبية المكتوبة باللغة العربية إلى اللغات الفارسية والكتالونية وبشكل خاص إلى اللاتينية، وشملت كذلك الكتب الطبية في الأدوية البسيطة.
ومن الجدير بالذكر وعلى سبيل المثال تمت ترجمة كتب الأدوية البسيطة لـ ابن سينا وابن الوافد (القرن الحادي عشر) وابن الجّزار إلى اللغة اللاتينية، حيث كان لها الأثر الحاسم على علم الصيدلة عند الصيادلة اللاتين.