داود العطار.. منهاج الدكّان ودستور الأعيان في تركيب الأدوية النافعة للأبدان. طرق فحص الأدوية المغشوشة من الأصيلة



ختم أبو المنى داود المعروف بكوهين العطار (نحو 658هـ، 1259م) قمة حقبة المجد الصيدلاني في الدولة الإسلامية خلال الفترة التي تبدأ بالقرن الثامن الميلادي وتنتهي بنهاية القرن الثالث عشر منه، واهتم بدراسة العقاقير فألف كتابه المشهور (منهاج الدكّان ودستور الأعيان في تركيب الأدوية النافعة للأبدان).

وقد جمع هذا الكتاب كما يقول في مقدمته: "...مختارًا من عدة أقرباذينات... كالإرشاد الملكي، والمناهج وأقرباذين ابن التلميذ والدستور... ومما نقلته عن ثقات العشابين، ومما امتحنته وجربته بيدي".

ذكر داود العطار نحوًا من 24 شكلاً صيدلانياً عرف في عصره، وطرق تحضيرها، بالإضافة إلى دراسة وافية مفصلة لأعمار الأدوية.

وتناول الأدوية النباتية المفردة وقوتها.
ووصف طرق فحص الأدوية المغشوشة من الأصيلة وهو ما كان يسمى آنذاك بامتحان الأدوية.

ومن أهم الأدوية التي ورد ذكرها في دستور الدكان: الأشربة وطبخها، والمربيات، والمعاجين والجوارشنات، والسفوفات، والأقراص، واللعوقات، والحبوب، والمراهم، والأدهان، والأدوية المسهلة والقابضة، والأكحال.

تميز داود العطار عن غيره بالنزاهة التي عرفت لابن البيطار والرازي وغيرهما من علماء العرب والمسلمين.

فقد اعترف أنه جمع معظم مادته من خبرته وتجربته الشخصية بالإضافة إلى أخذه من عدة مصادر أخرى كالإرشاد لابن جميع، وكامل الصناعة للمجوسي والمنهاج لابن جزلة البغدادي، وأقرباذين ابن التلميذ، والدستور البيمارستاني للشيخ السديد.