تعود شهرة استخدام الفضة في الطب إلى السبعينيات. عندما استلم الطبيب Carl Moyer في جامعة واشنطن منحة لإيجاد العلاجات المثلى لضحايا الحروق، وعمل مع جراحين للحصول على مطهر مناسب وقوي وآمن بما فيه الكفاية لإنقاذ مرضى الحروق.. بعد معاينة 22 مركب مطهر ومضاد بكتيري، وجد هذا الطبيب سلبيات ومشاكل فيها كلها.. "الزئبق مثلاً كعلاج يعتبر مطهر ممتاز لكنه سام".
و"المطهرات المعروفة يمكن استخدامها بشكل محدود على مساحات صغيرة.. والأكثر من ذلك، بعد استخدام تلك المطهرات والمضادات تتطور سلالات مقاومة وعنيدة من الجراثيم فتسبب عدوى أشد.. وكذلك تلك المضادات كانت غير فعالة تجاه عدد من الجراثيم الضارة، بما فيها الجراثيم الأكثر خطراً في الحروق وهي من اللاهوائيات الكاذبة pseudomonas aeruginosa. التي تظهر في كل الحروق تقريباً وتحرر الكثير من المواد السامة".
بمراجعة النصوص الطبية، وجد الطبيب Margraf مراجع متكررة عن الفضة.. وُصف هذا العنصر على أنه من المواد المنشطة أو المحفزة التي تعيق تنفس الكائنات الدقيقة من خلال حرمانها من أنزيماتها الاستقلابية فيقتلها.
لذلك قرر هذا الطبيب أن يستخدم الصيغة الأكثر شهرة للفضة وهي: نترات الفضة، ومن المعلوم أن نترات الفضة المركزة هي مادة أكالة ومؤلمة، لذلك قام بتمديدها إلى محلول 5% ووجد أنها تقتل الجراثيم سابقة الذكر وتسمح بشفاء الجروح.. ولا تظهر السلالات المقاومة.. لكن نترات الفضة كانت بعيدة عن الجواب الأمثل، حيث أنها تخل بالتوازن الشاردي في الجسم وأملاحه، كما أنها كثيفة وصعبة الاستخدام وتلوّن كل شيء تلمسه.. لذلك بحث هذا الطبيب عن مركب فضة آخر، ونتيجة لجهوده ظهرت مئات الاستعمالات الطبية الجديدة للفضة.. منذ بداية الـ 1900 والتقارير في المجلات الطبية تتحدث عن أن الشكل الغرواني للفضة هو الشكل الوحيد لمحاليل الفضة الذي لا يتراكم تحت الجلد، بغض النظر عن الكمية المستعملة.
مازال هناك بعض المشككين وبعض ردود الفعل السلبية تجاه الفضة الغروانية التي استعملت في أعوام 1900 ولكن كان هذا عائداً إلى سوء تحضير المحاليل والغروانية غير المستقرة... بعد فترة قصيرة من فهم وتحديد طبيعة الماء الغروانية وهو أهم سائل في الجسم، عاد استخدام الفضة الغروانية كمضاد ومطهر في المجالات الطبية.. وضعت الكثير من المركبات الغروانية في السوق ولكن سرعان ما تراجعت لأنها كانت غير مستقرة ولم تكن تحوي الغرواني الفعال عند الاستخدام.
أدرك N. R. Thompson أن: "الفضة الفعالة بمقادير قليلة، سامة لكل الأشكال الأولية من الحياة، تماماً مثل أقوى أنواع المطهرات الكيميائية.. وفي ذات الوقت غير مؤذية للحيوانات كالثدييات.. وهذا ما يعطيها إمكانية أكبر للاستخدام كمطهر ومضاد".
اعتماداً على الفحوص المخبرية، تقتل الفضة الغروانية الجراثيم والفيروسات والفطور وذلك خلال دقائق من ملامستها.
قال Larry C. Ford, M.D عام1988 "لقد اختبرت وجربت محاليل الفضة مستخدماً فحوص المضادات الجرثومية القياسية، ووجدت أن هذه المحاليل كانت فعالة كمضاد جراثيم حتى بتراكيز ضئيلة مثل 10 كائنات في الميللي لتر من بكتريا العقديات المقيحة والعنقوديات الصفراء والنايسيريات والسالمونيلا والعديد من الممرضات المعوية والفطور والكانديدا-المبيضات البيض وغيرها".
ذكر Jim Powell عام 1978 في مقالة بعنوان "أقوى محارب للجراثيم عندنا":
"شكراً للأبحاث التي فتحت عيوننا على حقيقة الفضة، التي ستعتبر من أهم المنجزات الطبية.. إن المضادات الحيوية قد تقتل ربما نصف دزينة من العضويات الممرضة، أما الفضة فتقتل حوالي 650 نوع.. ولا تشكل سلالات مقاومة.. والأكثر من ذلك عدم سميتها".
التسميات
شفاء