تعريف الطب:
يُعرّف الطب في الاصطلاح الفقهي بأنه "العلم بالأحكام الشرعية المتعلقة بالأفعال التي يقصد بها حفظ صحة الإنسان واستردادها".
بمعنى آخر، يهتم الطب الفقهي بتحديد الأحكام الشرعية التي تنظم ممارسة مهنة الطب، بما يتوافق مع تعاليم الإسلام ومبادئه.
أهداف الطب الفقهي:
- ضمان تقديم رعاية صحية شرعية للمسلمين: يهدف الطب الفقهي إلى ضمان حصول المسلمين على رعاية صحية تتوافق مع تعاليم الإسلام، وتُراعي القيم والأخلاق الإسلامية.
- حماية حقوق المرضى: يسعى الطب الفقهي إلى حماية حقوق المرضى، من خلال التأكيد على أهمية الحصول على موافقتهم المُستنيرة قبل أيّ إجراء طبيّ، واحترام خصوصيتهم، وضمان معاملتهم بكرامة واحترام.
- تعزيز الممارسة المهنية الأخلاقية: يُشكل الطب الفقهي أساسًا للممارسة المهنية الأخلاقية للأطباء، وذلك من خلال التأكيد على أهمية قيم مثل الإخلاص والصدق والعدالة والنزاهة.
- المحاسبة على الأخطاء الطبية: يساعد الطب الفقهي في تحديد المسؤوليات في حالة حدوث أخطاء طبية، مما يُساهم في ضمان حصول المرضى على التعويض العادل في حال تعرضهم للضرر.
مهام الطبيب في الفقه الإسلامي:
لا يقتصر دور الطبيب في الإسلام على علاج جسد المريض فحسب، بل يمتد ليشمل العناية بالنفس أيضاً.
فكما قال الإمام ابن القيّم رحمه الله: "كل طبيب لا يداوي العليل بتفقد قلبه وصلاحه، وتقوية روحه وقواه بالصدقة، وفعل الخير والإحسان، والاقبال على الله والدار الآخرة، فليس بطبيب، بل متطبب قاصر".
علاقة الطبّ بالفقه:
ترتبط أصول العمل الطبيّ ارتباطاً وثيقاً بالفقه الإسلامي، حيث تُستمدّ الأحكام الشرعية التي تنظم ممارسة الطبّ من مصادر التشريع الإسلاميّ، مثل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
شروط ممارسة العمل الطبيّ:
يشترط لممارسة العمل الطبيّ في الإسلام توافر شروطٍ أساسية، منها:
1. الشروط قبل ممارسة العمل الطبيّ:
- العلم والمعرفة: يجب أن يكون الطبيب على علمٍ واسعٍ بأصول الطبّ وأمراضه وعلاجاته.
- الإتقان: يجب أن يتقن الطبيب المهارات اللازمة لممارسة مهنة الطبّ.
- الأمانة والصدق: يجب أن يتحلى الطبيب بالأمانة والصدق في تعامله مع المرضى.
- التقوى والصلاح: يجب أن يكون الطبيب تقياً صالحاً، وأن يمارس مهنته وفقاً لتعاليم الإسلام.
2. الشروط أثناء ممارسة العمل الطبيّ:
- الحصول على موافقة المريض: يجب الحصول على موافقة المريض المُستنيرة قبل إجراء أيّ علاجٍ طبيّ.
- مراعاة حرمة الجسد: يجب مراعاة حرمة جسد الإنسان في جميع مراحل العلاج.
- الحفاظ على أسرار المريض: يجب الحفاظ على أسرار المريض وعدم إفشائها.
- استخدام الأدوية المُباحة: يجب استخدام الأدوية المُباحة شرعاً في العلاج.
- تجنب الضرر: يجب تجنب أيّ ضررٍ قد يلحق بالمريض أثناء العلاج.
خاتمة:
يُمثل الطبّ في الإسلام مسؤوليةً عظيمةً تقع على عاتق الطبيب، فهو يُمارس مهنةً تُلامس حياة الإنسان وصحته. ولذلك، يجب على الطبيب أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة وأن يُمارس مهنته وفقاً لتعاليم الإسلام.
التسميات
جراحة طبية