ضوابط ممارسة المهنة الطبية في الإسلام: دراسة في الشروط والأحكام الشرعية

الشروط اللازم توفرها قبل ممارسة العمل الطبي في الفقه الإسلامي:

تُعدّ ممارسة مهنة الطبّ من أسمى المهنّ وأكثرها مسؤوليةً، حيث يُلامس الطبيبُ جسد الإنسان وصحته. ولذلك، فقد وضع الإسلامُ شروطاً مُحدّدةً لضمان ممارسة هذه المهنة بشكلٍ شرعيٍّ وأخلاقيٍّ.

الشروط الأساسية:

1. التأهيل العلميّ والمهنيّ:

يجب أن يكون الطبيبُ مُؤهلاً تأهيلاً علمياً ومهنياً لممارسة مهنة الطبّ. ويشمل ذلك:
  • الحصول على شهادةٍ جامعيةٍ مُعتمدةٍ في الطبّ: يجب أن يحصل الطبيب على شهادةٍ جامعيةٍ مُعتمدةٍ من مؤسسةٍ تعليميةٍ مُعترفٍ بها تُقدّم تعليماً شاملاً في مختلف مجالات الطبّ.
  • إتمام فترة التدريب: بعد الحصول على الشهادة الجامعية، يجب على الطبيب إتمام فترة تدريبٍ عمليٍّ في مؤسساتٍ طبيةٍ مُعتمدةٍ لاكتساب الخبرة والمهارات اللازمة لممارسة مهنة الطبّ.
  • المُواكبة العلمية: يجب على الطبيب المُواكبةَ المستمرّةَ للتطورات العلمية في مجال الطبّ من خلال حضور المؤتمرات والندوات العلمية، وقراءة المجلات الطبية المُتخصصة، والاستفادة من برامج التعليم الطبيّ المُستمرّ.

2. القصد النبيل:

  • يجب أن يكون القصدُ من ممارسة العمل الطبيّ هو علاج المريض وإزالة العلة منه، أو على الأقل تخفيفها.
  • فلا يجوز ممارسة الطبّ لأغراضٍ ماديةٍ بحتةٍ، أو لأجل الشهرة أو التباهي، أو لأيّ هدفٍ غير شرعيٍّ.

3. الإذن:

  • يجب أن يُحصل الطبيب على الإذن من المريض قبل ممارسة أيّ عملٍ طبيٍّ عليه.
  • ويُمكن أن يكون هذا الإذنُ صريحاً أو دليلاً، وسواءً كان بالمشافهة أو الكتابة أو الإشارة، بشرط أن تدلّ على رغبة المريض في تلقي العلاج.

شروط صحة الإذن من المريض:

  • أن يكون المريضُ بالغاً عاقلاً.
  • أن يكون المريضُ مُدركاً لطبيعة العلاج المُقترح وآثاره المحتملة.
  • أن يكون المريضُ مُحرّراً من أيّ إكراهٍ أو ضغطٍ نفسيٍّ.

الإذن من وليّ المريض:

  • في بعض الحالات، قد لا يتمكّن المريض من إعطاء الإذن بنفسه، مثل حالات القصور أو الجنون.
  • في هذه الحالات، يُصبح وليّ المريض هو المخوّل بإعطاء الإذن نيابةً عنه.

شروط صحة الإذن من وليّ المريض:

  • أن يكون الوليّ مُؤهلاً شرعاً لولاية المريض.
  • أن يُراعي الوليّ مصلحة المريض.
  • أن لا يُخالف الوليّ أحكام الشرع الإسلاميّ في إعطاء الإذن.

خاتمة:

تُعدّ الشروطُ المذكورةُ أعلاه ضروريةً لضمان ممارسة العمل الطبيّ بشكلٍ شرعيٍّ وأخلاقيٍّ.
فمن خلال الالتزام بهذه الشروط، يُصبح الطبيبُ مُؤهلاً لممارسة مهنة الطبّ بأمانٍ وفعاليةٍ، ويُحافظ على كرامة المريض وحقوقه.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال