حفظ النفس والصحة في الإسلام: دور العلاج في الحفاظ على النعم الإلهية وتحقيق السعادة في الحياة الدنيا والآخرة

وجوب العلاج في الإسلام: واجب شرعي لحفظ النفس والصحة

أوجب الإسلام على المسلم المحافظة على صحته وسلامته، وجعل العلاج واجبًا في الحالات التي يترتب عليها خطر على الحياة أو على صحة الآخرين. وتقوم هذه المسألة على عدة أسس:
  • حفظ النفس: الإسلام دين الحياة، وهو يحث على حفظ النفس البشرية بكل السبل المشروعة. والعلاج من الأمراض هو أحد أهم الوسائل لحفظ النفس.
  • الضرر يزال: من المبادئ الأساسية في الشريعة الإسلامية أن الضرر يزال، وأن دفع المضرة مقدم على جلب المصلحة.
  • غلبة الظن بالشفاء: إذا كان هناك احتمال كبير بأن العلاج سيؤدي إلى الشفاء أو تخفيف الألم، فإنه يصبح واجبًا على المسلم أن يلجأ إليه.

الحالات التي يوجب فيها العلاج:

  • الأمراض الخطيرة: مثل الجروح العميقة، الحروق الشديدة، الأمراض المعدية الخطيرة، والأمراض المزمنة التي تهدد الحياة.
  • الأمراض التي تؤدي إلى إعاقات دائمة: مثل الشلل، العمى، الصمم، والتخلف العقلي.
  • الأمراض المعدية: التي تشكل خطرًا على المجتمع، مثل الكوليرا والجدري.
  • الحالات التي تهدد حياة الجنين: مثل تسمم الحمل.

أسباب وجوب العلاج:

  • حفظ النفس: كما سبق ذكره.
  • حفظ النسل: علاج الأمراض التي تهدد حياة الجنين أو الأم.
  • حفظ العقل: العلاج من الأمراض التي تؤدي إلى التخلف العقلي.
  • حفظ الدين: الصحة الجيدة تساعد الإنسان على أداء العبادات والواجبات الدينية.
  • حفظ المال: الوقاية من الأمراض يقلل من النفقات الطبية.

حق المجتمع في إجبار المريض على العلاج:

إذا كان مرض شخص ما يشكل خطرًا على المجتمع، مثل الأمراض المعدية، فلهذا المجتمع الحق في إجبار هذا الشخص على العلاج، وذلك لحماية بقية أفراد المجتمع.

الخلاصة:

إن العلاج في الإسلام ليس مجرد اختيار شخصي، بل هو واجب شرعي في الحالات التي يترتب عليها خطر على حياة الإنسان أو على صحة المجتمع. ويجب على كل مسلم أن يسعى للحصول على أفضل علاج متاح له، وأن يتعاون مع الأطباء والمهنيين الصحيين لتحقيق الشفاء.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال