الحمض النووي.. مورِّثات تحمل شفرة وراثية لتحديد الصفات والوظائف. معرفة التسلسل الكامل لحلقات القواعد النـيتروجينية

يتكون جسم الإنسان من آلاف البلايين من الخلايا التي تتباين في أشكالها ووظائفها لكن يجمع بينها احتواء نواة كل واحدة منها ـ تقريباً ـ على الصيغة الكاملة للمعلومات الوراثية التي أودعها الله سبحانه وتعالى في المركب الكيميائي المعروف بالحمض النووي (DNA)، وهذه الصيغة الكاملة هي ما يعرف بالمجين (genome).

والحمض النووي عبارة عن جزيء طويل جداً على شكل سلسلة يبلغ تعداد حلقاتها قريباً من ثلاثة بلايين.
وهذه الحلقات الكيميائية تسمى قواعد نيتروجينية. وعلى الرغم من هذا الحجم الضخم إلا أن الحمض النووي يتواجد داخل نواة الخلية التي لا ترى هي ذاتها إلا باستخدام المجهر.

 بعض أجزاء الحمض النووي يطلق عليها مورِّثات (genes) لأنها تحمل شفرة وراثية لتحديد الصفات والوظائف.
إن المورثة هي الوحدة الفيزيائية والوظيفية الأساسية للوراثة، إذ هي التي تحدد مثلاً هل العينان سوداوان أم زرقاوان، وهل البشرة بيضاء أم سمراء، وكذا الوجه حسناً وقبحاً و القامة طولاً وقصراً، وهكذا كل شكل ووظيفة في جسم الإنسان. ويقدر أن الحمض النووي في الإنسان يحوي قريباً من 30 ألف مورِّثة.

لقد تضافرت جهود العلماء في مشروع علمي دولي لمعرفة التسلسل الكامل لحلقات القواعد النـيتروجينية التي تكون الحمض النووي للإنسان، وهو ما أطلق عليه مشــروع المـجين البشـري (Human Genome Project).

وفي يونيو عام 2000 أعلن العلماء الانتهاء من المسودة الأولى للمجين البشري والتي تم نشرها في فبراير من العام 2001.
أما الانتهاء من مشروع المجين البشري والإعلان عن الصيغة النهائية لتسلسل المجين فقد تم في ابريل من هذا العام - قبل موعده المقرر بسنتين.

وهو التاريخ الذي صادف مرور 50 عاماً على اكتشاف واطسون Watson و كريك Crick تركيب الحمض النووي.
 لقد صاحب الإعلان عن انتهاء مشروع المجين البشري توقع متفائل في الأوساط العلمية عما يمكن أن يحدثه هذا الإنجاز التاريخي من ثورة في مجال الرعاية الطبية والبحوث العلمية.

إن المعلومات الضخمة التي نتجت عن أبحاث المجين غيرت في فهمنا حول كثير من القضايا البيولوجية والطبية وتطبيقاتها على صحة الإنسان والأبحاث العلمية، كطبيعة المرض وآليات الإصابة به، وأساليب العلاج والوقاية، والعلاقة بين الوراثة والبيئة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال