نشأة الهندسة الوراثية.. تغيير الترتيب القاعدي لجزيء الحمض النووي في الخلية. تلقيح الخلايا بدائية النواة بمادة الحمض النووي الخارجية

إذا استطاع الباحث أن يغير الترتيب القاعدي لجزيء الــ(DNA) في الخلية فمن المـتوقع أن ينعكس هذا التغير بشكل معين على الطبيعة الخاصة لهذه الخلية ومثل هذه التغيرات في الصفات الوراثية كثيرا ما تحدث في الطبيعة.

وتعرف هذه الظاهرة بالطفرة (Mutation) أي التغير في طبيعة المورثات لخلايا الكائن الحي سواء كان ذلك نتيجة لعمليات التزاوج أم التلقيح أم لعمليات فيزيائية كالتعريض للإشعاع آو المواد الكيميائية.

ولقد مهدت النتائج التي حصل عليها العالمان ابل وتروتنر إلى استنباط علم جديد هو الهندسة الوراثية، حيث عرفا إن هناك أنواعا من البكتريا لديها القدرة على تقبل مواد وراثية خارجية عن طريق ظاهرة عملية تعرف باسم النقل آو التحول (Transformation) فلاحظا أن أحد أنواع البكتريا (Bacillus Subtilis) بإمكانها حمل (DNA) فيروس الجدري وتمكينه من التكاثر داخل السيتوبلازم البكتيري.

وفي عام1973م أدخل الباحث دي وزملاؤه مصطلحا علميا جديدا هو نقل المورث (Transgenesis) ويقصد به نقل معلومات وراثية من خلايا بدائية إلى خلايا راقية.

تتعرض أحيانا عملية تلقيح الخلايا بدائية النواة بمادة الــ(DNA) الخارجية للفشل.
ويعزى هذا في كثير من الأحيان إلى هضم هذا الــ(DNA) الغريب أو عدم إمكان تتبع آثاره الجديدة ولكي يتم حمل المادة الو راثية الجديدة وتكاثرها لابد من توفر شرطين أساسين:

1- احتواء هذه المادة الو راثية على ما يعرف بمركز التكاثر( Origin of Replication).

2- اتحاد هذه المادة الوراثية مع المادة الوراثية للكائن الحي المضيف.

ولعل من أهم الأسباب التي أدت إلى تطور الهندسة الو راثية هو معرفة أن جزيء الــ(DNA) له القدرة أحيانا على التكاثر في الخلايا المضيفة.

جميع الحقوق محفوظة لــ ديابتنكرياس - عالجني 2015 ©