ما هو الزهري؟
الزهري (الإفرنجي) Syphilis هو عدوى بكتيرية مزمنة تسببها بكتيريا اللولبية الشاحبة (Treponema pallidum). ينتقل بشكل رئيسي عن طريق الاتصال الجنسي المباشر مع قرحة الزهري، والتي تسمى "شانكر". يمكن أن تظهر هذه القرحات على الأعضاء التناسلية، أو الشرج، أو المستقيم، أو الفم.
إذا لم يتم علاج الزهري، فإنه يمر بعدة مراحل، وكل مرحلة تتميز بمجموعة مختلفة من الأعراض. يمكن أن يؤدي الزهري غير المعالج إلى مضاعفات خطيرة وطويلة الأمد تؤثر على العديد من أجهزة الجسم، بما في ذلك الدماغ والأعصاب والقلب والعينين.
طرق الانتقال:
ينتقل الزهري بشكل أساسي من خلال:
- الاتصال الجنسي: بما في ذلك الاتصال المهبلي، والشرجي، والفموي مع شخص مصاب بقرحة الزهري.
- من الأم إلى الجنين: يمكن للمرأة الحامل المصابة بالزهري أن تنقل العدوى إلى جنينها أثناء الحمل أو الولادة، مما يؤدي إلى حالة تسمى الزهري الخلقي.
- نادرًا: عن طريق الاتصال المباشر بآفة نشطة أثناء ملامسة غير جنسية، ولكن هذا أقل شيوعًا.
مراحل الزهري وأعراضه:
يمر الزهري بأربع مراحل رئيسية إذا لم يتم علاجه:
1. الزهري الأولي:
- تظهر قرحة واحدة أو عدة قرح غير مؤلمة تسمى "شانكر" في مكان دخول البكتيريا إلى الجسم (عادة على الأعضاء التناسلية، أو الفم، أو الشرج).
- تبدأ القرحة عادة بعد حوالي 3 أسابيع من التعرض (قد تتراوح من 10 إلى 90 يومًا).
- تستمر القرحة من 3 إلى 6 أسابيع وتشفى من تلقاء نفسها، حتى لو لم يتم العلاج. ومع ذلك، لا تزال البكتيريا موجودة في الجسم.
- قد يصاحب القرحة تضخم في الغدد الليمفاوية في المنطقة المصابة.
2. الزهري الثانوي:
- يبدأ بعد أسابيع قليلة من شفاء القرحة الأولية (عادة من 2 إلى 8 أسابيع).
- يتميز بظهور طفح جلدي غير مثير للحكة يبدأ غالبًا على الجذع ثم ينتشر إلى جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك راحتي اليدين وباطن القدمين.
- قد تظهر أعراض أخرى تشبه أعراض الأنفلونزا مثل الحمى، والتهاب الحلق، والصداع، وآلام العضلات، والتعب، وتضخم الغدد الليمفاوية.
- قد تظهر آفات رطبة في منطقة الفم أو الأعضاء التناسلية أو الإبطين.
- يمكن أن تختفي أعراض المرحلة الثانوية من تلقاء نفسها في غضون أسابيع أو أشهر، وقد يعود الطفح الجلدي بشكل متقطع على مدى فترة تصل إلى عامين. حتى بدون علاج، ستنتقل العدوى إلى المرحلة الكامنة.
3. الزهري الكامن (الخفي):
- في هذه المرحلة، لا تظهر أي أعراض.
- لا يزال الشخص مصابًا بالبكتيريا ويمكن أن تنتقل العدوى إلى الآخرين خلال السنة الأولى من هذه المرحلة.
- يمكن أن تستمر هذه المرحلة لسنوات عديدة.
- يمكن تشخيص الزهري الكامن فقط عن طريق اختبارات الدم.
- حوالي ثلث الأشخاص الذين لم يتم علاجهم في المرحلة الكامنة سيصابون بالزهري الثالث.
4. الزهري الثالث (المتأخر):
- تحدث هذه المرحلة بعد سنوات عديدة من الإصابة الأولية (عادة من 10 إلى 30 عامًا).
- يمكن أن يؤثر على العديد من أجهزة الجسم وقد يكون مهددًا للحياة.
- تشمل المضاعفات المحتملة:
- تلف القلب والأوعية الدموية: مثل تمدد الأوعية الدموية (الأورطي) ومشاكل صمامات القلب.
- تلف الدماغ والأعصاب (الزهري العصبي): يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الحركة، والشلل، والخدر، والتغيرات في الشخصية، والخرف، والعمى.
- ظهور أورام لينة تسمى "الورم الصمغي" (Gummas): يمكن أن تظهر على الجلد والعظام والأعضاء الداخلية.
- مشاكل في العين: مثل التهاب القزحية والعنبية، وفقدان البصر.
الزهري الخلقي:
يحدث عندما تنتقل عدوى الزهري من الأم المصابة إلى جنينها أثناء الحمل. يمكن أن يؤدي الزهري الخلقي إلى مضاعفات خطيرة لدى الأطفال حديثي الولادة، بما في ذلك:
- الإملاص (ولادة جنين ميت).
- وفاة الوليد بعد الولادة بوقت قصير.
- تشوهات خلقية في العظام والأسنان والجلد.
- مشاكل في النمو والتطور.
- مشاكل في السمع والبصر.
- تأخر النمو العقلي.
التشخيص:
يتم تشخيص الزهري عادة عن طريق:
- الفحص البدني: قد يكشف عن وجود قرح أو طفح جلدي أو علامات أخرى للزهري.
- اختبارات الدم: للكشف عن الأجسام المضادة لبكتيريا اللولبية الشاحبة. هناك نوعان رئيسيان من اختبارات الدم:
- الاختبارات غير التربونيمية (Non-treponemal tests): مثل اختبار VDRL و RPR. تستخدم هذه الاختبارات في البداية وقد تعطي نتائج إيجابية خاطئة.
- الاختبارات التربونيمية (Treponemal tests): مثل اختبار FTA-ABS و TPPA. تستخدم لتأكيد النتائج الإيجابية للاختبارات غير التربونيمية.
- فحص عينة من القرحة: يمكن أخذ عينة من سائل القرحة وفحصها مباشرة تحت المجهر لتحديد وجود بكتيريا اللولبية الشاحبة.
- البزل القطني (Lumbar puncture): قد يتم إجراؤه إذا كان هناك اشتباه في إصابة الجهاز العصبي (الزهري العصبي) لفحص السائل النخاعي.
العلاج:
الزهري مرض قابل للعلاج بالمضادات الحيوية، وعادة ما يكون البنسلين هو الدواء المفضل لجميع مراحل العدوى. يعتمد نوع الجرعة ومدة العلاج على مرحلة الزهري وشدة الأعراض.
- الزهري الأولي والثانوي والكامن المبكر: عادة ما يتم علاجه بحقنة واحدة من البنسلين.
- الزهري الكامن المتأخر والزهري الثالث: يتطلب علاجًا أطول بجرعات متعددة من البنسلين.
- الزهري العصبي: يتطلب علاجًا مكثفًا بالبنسلين عن طريق الوريد.
- الحساسية للبنسلين: تتوفر مضادات حيوية بديلة مثل الدوكسيسيكلين أو التتراسيكلين أو السيفترياكسون للأشخاص الذين لديهم حساسية للبنسلين.
من المهم جدًا إكمال دورة العلاج بالكامل حسب توجيهات الطبيب. بعد العلاج، سيقوم الطبيب بإجراء اختبارات دم منتظمة للتأكد من أن العدوى قد شفيت.
الوقاية:
أفضل طريقة للوقاية من الزهري هي تجنب الاتصال الجنسي، أو ممارسة الجنس الآمن:
- استخدام الواقي الذكري: بشكل صحيح في كل مرة تمارس فيها الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي. ومع ذلك، لا يوفر الواقي الذكري حماية كاملة إذا كانت القرحة موجودة في منطقة غير مغطاة بالواقي.
- تجنب تعدد الشركاء الجنسيين: كلما زاد عدد الشركاء الجنسيين، زاد خطر الإصابة بالزهري والأمراض المنقولة جنسيًا الأخرى.
- التواصل المفتوح مع الشركاء الجنسيين: تحدث مع شريكك الجنسي حول تاريخهم الجنسي وإجراء فحوصات للأمراض المنقولة جنسيًا.
- إجراء فحوصات منتظمة للأمراض المنقولة جنسيًا: خاصة إذا كنت نشطًا جنسيًا ولديك شركاء متعددون.
- يجب على النساء الحوامل إجراء فحص للزهري: في بداية الحمل للكشف عن أي عدوى وعلاجها لمنع انتقالها إلى الجنين.
مضاعفات الزهري غير المعالج:
إذا لم يتم علاج الزهري، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة لا رجعة فيها، بما في ذلك:
- تلف القلب والأوعية الدموية.
- تلف الدماغ والأعصاب، مما يؤدي إلى مشاكل عصبية وعقلية.
- العمى.
- الصمم.
- مشاكل العظام والمفاصل.
- الموت في الحالات الشديدة.
- زيادة خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (HIV) ونقله.
خلاصة:
الزهري هو عدوى بكتيرية خطيرة يمكن أن تسبب مضاعفات صحية وخيمة إذا لم يتم علاجها. ينتقل بشكل رئيسي عن طريق الاتصال الجنسي. التشخيص المبكر والعلاج بالمضادات الحيوية فعال في علاج الزهري ومنع حدوث المضاعفات. تلعب ممارسة الجنس الآمن وإجراء فحوصات منتظمة دورًا حاسمًا في الوقاية من هذه العدوى. إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا بالزهري، فمن الضروري طلب الرعاية الطبية على الفور.
التسميات
أمراض جنسية